وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن - (Photo by ALEX BRANDON/POOL/AFP via Getty Images)
تعهد وزير الخارجية ووزير الدفاع بتقديم مساعدات عسكرية إضافية، بما في ذلك أسلحة متطورة، وعودة الدبلوماسيين الأمريكيين إلى كييف.
وفي زيارة تهدف إلى إظهار الدعم الغربي، التقى وزير الخارجية أنتوني بلينكن ووزير الدفاع لويد أوستن بالرئيس الأوكراني فولودومير زيلينسكي ومسؤولين كبار آخرين في كييف في وقت متأخر من مساء يوم الأحد، بعد رحلة بالقطار من بولندا.
وقال مسؤولون أمريكيون إن الوزيرين تعهدا بتقديم مساعدات جديدة بقيمة 713 مليون دولار إلى حكومة زيلينسكي ودول أخرى في المنطقة تخشى المزيد من الاعتداءات الروسية.
وأكد مسؤول أمريكي أن الاجتماع بين الوفد الأمريكي وزعماء أوكرانيا استمر لثلاث ساعات، أو أكثر من ضعف الوقت المخصص.
وقال بلينكن في وقت سابق على تويتر، بعدما طغى القتال في الشرق على الاحتفالات الدينية بعيد القيامة لدى المسيحيين الأرثوذكس "لقد ألهمنا صمود المسيحيين الأرثوذكس في أوكرانيا في مواجهة الحرب العدوانية الوحشية التي شنها الرئيس بوتين".
وقبل زيارة بلينكن وأوستن، وضع المسؤولون الأوكرانيون قائمة بالأسلحة المطلوبة بصورة عاجلة من الولايات المتحدة، مثل الأنظمة المضادة للصواريخ والأنظمة المضادة للطائرات والعربات المدرعة والدبابات، وفقا لما قاله إيجور جوفكفا مساعد زيلينسكي لشبكة إن.بي.سي نيوز يوم الأحد.
وأظهرت الولايات المتحدة وحلفاؤها في حلف شمال الأطلسي استعدادا متزايدا لتزويد أوكرانيا بمعدات أثقل وأنظمة أسلحة أكثر تقدما. وتعهدت بريطانيا بإرسال مركبات عسكرية وقالت إنها تدرس توريد دبابات بريطانية لبولندا تمهيدا لإرسال دبابات روسية من طراز تي-72إس مملوكة لوارسو إلى أوكرانيا.
وسلطت الزيارة الأمريكية رفيعة المستوى الضوء على التحول في الصراع منذ أن قاومت القوات الأوكرانية، المسلحة بأسلحة غربية، هجوما روسيا على العاصمة كييف.
وفشلت روسيا في الاستيلاء على أي مدينة رئيسية منذ بدء الغزو في 24 فبراير شباط، وبعد أن أخفقت في السيطرة على كييف، ركزت قواتها في الجنوب والشرق وشنت هجوما أطلق عليه زيلينسكي اسم معركة دونباس.
وقالت وزارة الدفاع البريطانية في تحديث يومي للصراع إن روسيا لم تحرز سوى تقدم بسيط في بعض أجزاء دونباس.
وأضافت "بدون وجود عناصر دعم لوجستية كافية، لم تحرز روسيا بعد تقدما يذكر".
ولم يتسن لرويترز التحقق بعد من تقرير المخابرات العسكرية البريطانية.
وفي وقت سابق أمس، قال زيلينسكي في خطاب مؤثر في كاتدرائية القديسة صوفيا في كييف، التي يبلغ عمرها ألف عام، بمناسبة عيد القيامة إن بلاده ستتغلب على "الأوقات العصيبة".
ومع عودة بعض مظاهر الحياة الطبيعية إلى العاصمة، أعادت عدة دول فتح سفاراتها في الأيام الأخيرة، ورجع بعض السكان الذين فروا من القتال للاحتفال بعيد القيامة.
وسيعود الدبلوماسيون الأمريكيون إلى أوكرانيا في الأسابيع المقبلة، كما أعلنت واشنطن تعيين سفير جديد.
وقال مسؤول في وزارة الخارجية الأمريكية تحدث للصحفيين في بولندا بشرط عدم الكشف عن هويته "لا بديل عن المشاركة وجها لوجه، وبالطبع هناك رمزية في العودة إلى البلاد".
وقال حاكم منطقة بولتافا، التي تقع على بعد 320 كيلومترا جنوب شرقي كييف، إن ضربات صاروخية روسية استهدفت مصفاة نفط ومحطة كهرباء في كريمنتشوك مما أسفر عن مقتل شخص وإصابة سبعة.
وتنفي موسكو، التي تصف تصرفاتها في أوكرانيا بأنها "عملية عسكرية خاصة"، استهداف المدنيين وترفض ما تقول أوكرانيا إنه أدلة على أعمال وحشية قائلة إن كييف لفقتها لتقويض محادثات السلام.
وذكرت صحيفة التايمز نقلا عن نائب الرئيس التنفيذي للمفوضية الأوروبية فالديس دومبروفسكيس أن الاتحاد الأوروبي يعكف على إعداد "عقوبات ذكية" على واردات النفط الروسية، وربما أحد أشكال الحظر النفطي.
الوضع "حرج" في ماريوبول
دعا البابا فرنسيس إلى هدنة بمناسبة عيد القيامة قائلا "اوقفوا الهجمات لتساعدوا السكان المنهكين. اوقفوها".
ودعا البطريرك المسكوني بارثولوميو، الزعيم الروحي للمسيحيين الأرثوذوكس في العالم، إلى فتح ممرات إنسانية في ماريوبول ومناطق أخرى في أوكرانيا قال إنها "مأساة إنسانية لا يمكن وصفها تتكشف".
وامتلأت الكنائس في وسط أوروبا باللاجئين الأوكرانيين. وقالت ناتاليا كراسنوبولسكايا التي فرت إلى براج من مدينة أوديسا الأوكرانية في الشهر الماضي "أصلي من أجل أن ينتهي هذا الرعب في أوكرانيا وأن يكون بإمكاننا العودة إلى بلادنا". وكراسنوبولسكايا واحدة من عدد يقدر بأكثر من خمسة ملايين أوكراني فروا من بلادهم.
وأمس الأحد اقترحت أوكرانيا عقد جولة مفاوضات "خاصة" مع روسيا حول مصير المدنيين والجنود الأوكرانيين المحاصرين في ماريوبول الواقعة في جنوب البلاد. وشهدت المدينة أكبر معارك الصراع إلى الآن. ولم ترد موسكو علنا بعد على الاقتراح.
وبعد أن تحدث مع زيلينسكي هاتفيا يوم الأحد، عرض الرئيس التركي رجب طيب أردوغان المساعدة في المفاوضات مع روسيا بشأن ماريوبول.
ومرة أخرى حاولت القوات الروسية بوم الأحد اقتحام مصنع آزوفستال للصلب، وهو المعقل الأخير لأوكرانيا في ماريوبول، بحسب مسؤولين أوكرانيين أضافوا أن أكثر من ألف مدني يحتمون بالمصنع.
وقال سيرهي فولينا قائد قوات اللواء البحري السادس والثلاثين الأوكراني في ماريوبول إن روسيا تقصف المصنع بالطائرات والمدفعية.
وقال فولينا "يسقط ضحايا من بيننا، الوضع حرج... عندنا رجال مصابون بأعداد كبيرة، (البعض) يموتون... الوضع يسوء بسرعة".
وفي وقت سابق أعلنت روسيا النصر في المدينة، وقالت إنها ليست بحاجة إلى السيطرة على المصنع.
ومن شأن السيطرة على ماريوبول الربط بين الانفصاليين الموالين لروسيا المسيطرين على أجزاء من دونيتسك ولوجانسك، اللتين تشكلان منطقة دونباس، وشبه جزيرة القرم الواقعة في جنوب البحر الأسود والتي ضمتها موسكو في عام 2014.
وتقول أوكرانيا إن عشرات الآلاف من المدنيين قُتلوا في ماريوبول وإن مئة ألف مدني ما زالوا في المدينة. وتقول الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر إن حصيلة المدنيين الذين سقطوا في ماريوبول آلاف على الأقل.