صورة من معين أبو عبيد
الحياة، تتزامن مناسبة الأعياد لدى كافّة شعوب المعمورة بكافة أطيافها، هذا التزامن لا شك أنه ينعكس سلبيًا على شعور ونفسية المحتفلين؛ شعوبًا، أفرادًا، وحكومات، وهذه محطة لها بداية ولا نهاية لها تستلزم تدخل صانعي القرار وتجنيد كل الوسائل، الطاقات والإمكانيات لوضع حد لها فورًا.
عشية زيارة مقام النبي شعيب عليه السلام، لا بد وكعادتي أن يسطر قلمي كلمة بهذه المناسبة المميزة والعزيزة التي حفرت في قلوبنا وعقولنا، كانت وما زالت مصدر فخرٍ واعتزاز وجُزءًا لا يتجزأ من عقيدتنا وكياننا، فالزائر عند دخوله رحاب المقام الشريف يشعر بخشوع عفويّ، الراحة، الأمان، الطمأنينة والإيمان، فتبقى الكمات عاجزة وهزيلة أمام وصف ما يجول في القلب من شعور بالإيمان والتعالي.
في الخامس والعشرين من شهر نيسان، حيث نجتمع معًا لنحتفل بهذه المناسبة التي نترقبها بكل لهفة علينا أن لا ننسى ونتناسى ونتهرب من واقعنا المزري، ونعترف أن مشاكلنا لا حد لها ولا نعمل المطلوب والمفروض، بل نتهرب من مواجهة الحقيقة لا نجند طاقاتنا وإمكانياتنا للنهوض بمستقبل الطائفة، وعليه ووسط هذه الأجواء الاحتفالية بعد انقطاع ثلاث سنوات ورغم ما تقدم، فإنّني أدعو أبناء عشيرتي المعروفية على المستوى الشخصي والقيادة السياسية والدينية والتربوية، لتجنيد كل الطاقات الفكرية والعلمية والعمل معا وبكل ما في وسعنا لمواجهة مشاكلنا وهمومنا بعيدًا عن المصالح الشخصيّة الضيقة والهدامة ولنتحاور بأسلوب حضاري وبعقلانية بعيدًا عن لغة التجريح لما فيه مصلحة الطائفة ورقيها وخاصة الأجيال الصاعدة، التي تُعلّق آمالا كبيرة بدعمهم المستحق ليحققوا طموحاتهم وآمالهم والعيش بكرامة.
نعم، ما أروع وأجمل أن تلتقي الأعياد معًا وخاصة في شهر الربيع شهر التفاؤل والتجدد والعطاء لتتصافى القلوب.
كلنا أمل أن تعود مناسبة الأعياد على كافّة المحتفلين؛ حلول شهر رمضان المبارك، وقرب عيد الفطر، عيد الفصح لدى المسيحين والربيع والفصح لدى الشعب اليهودي وأبناء عشيرتي المعروفية بمناسبة زيارة النبي شعيب عليه السلام بحلة جديدة كالربيع المزهر خالية من إراقة الدماء والدمار ومظاهر وأشكال العنف التعصب والتطرف وأن نفكر بذوي الاحتياجات الخاصّة والمظلومين، نساندهم وندعمهم ونعمل على تحقيق العدالة قولا وفعلا في كافة أرجاء المعمورة.