logo

اخصائية التغذية عرين شبلي للصائمين : وجبة السحور لا تقل أهمية عن الافطار

من بيداء ابو رحال مراسلة موقع بانيت وصحيفة بانوراما
22-04-2022 05:55:33 اخر تحديث: 18-10-2022 08:31:45

التغذية الصحية والسليمة هي من اهم الركائز التي يجب اتباعها في شهر رمضان المبارك حيث ان معظم الناس في هذا الشهر الفضيل يحضرون العديد من


عرين شبلي - تصوير موقع بانيت وصحيفة بانوراما

المأكولات ويتناولون الحلويات المختلفة ، لذلك يجب الانتباه اكثر في كميات الطعام والحلويات للحفاظ على صحتنا .
وايضاً الانتباه لهدر الطعام الذي يضر بالبيئة ..
في سياق هذا الموضوع التقت مراسلتنا مع اخصائية التغذية عرين شبلي من قرية الشبلي وحاورتها حول هذه المواضيع وعادت لنا بالتقرير التالي …

" لرمضان تأثير إيجابي على الصحة "
قالت اخصائية التغذية والباحثة في التغذية المُستدامة عرين شبلي" لا شك أن لشهر رمضان تأثيرا إيجابيًا على صحتنا الجسدية كما النفسيّة والروحانيّة.  هذا التأثير لا ينحصر فقط بإنقاص الوزن كما يروّج ويعتقد الكثير من النّاس. بدايةً تعريف الصيام بالنسبة للجسم يبدأ بعد مرور 8 ساعات منذ آخر وجبة دخلت للجسم ".
وأضافت شبلي :" يحتاج جسمنا للطاقة بصورة متجددة سواء كان من السكر الموجود في الدم، او من مخازن أخرى مثل العضلات والكبد.  بعد مرور ثمانية ساعات يبدأ الجسم باللجوء لمصادر من اجل انتاج الطاقة، ومن هذه المصادر هي المخازن الدهنية. لذلك التوصيّة هي الحفاظ كما وصانا النبي الكريم، على وجبتين: السحور والافطار.  التنازل عن السحور قد يقود الجسم لاستهلاك مصادر البروتينات، كون الجسم بعد مرور 16 ساعة يبدأ باللجوء لهذه المصادر بعد نفاذ واستهلاك جميع مصادر الطاقة، هذه العملية قد تؤدي لتفكيك العضلات، وهذا آخر ما نُريد حصوله غالبًا لطالما حرصنا على بناء العضلات.  لذلك من المفضل الحفاظ على وجبة الفطور والسحور، لضبط كميات الطعام كميةً ونوعيةً.
ومن الجدير بالذكر أن للصيام تأثير كبير وفريد بموازنة مستويات الدهنيات، بالطبع اذا ما التزمنا بالقواعد الصحيحة كما ذكرنا سابقًا ".
 
" أخطاء شائعة في رمضان "
وتابعت قائلة: "من الأخطاء الشائعة في رمضان، هي تناول الطعام بصورة سريعة، فعادةً بعد صيام ساعات طويلة نرغب بالتهام كل ما يُقدّم لنا في الموائد الرمضانيّة اللذيذة، مما قد يدفع تركيز تدفق الدّم للجهاز الهضمي بصورة أكبر وهذا أحد أسباب التُخمة التي يشعر بها الكثيرين بعد الافطار.  كما أن التناول السريع يُسبب باضطرابات بالجهاز الهضمي كالإمساك مثلًا وارتفاع مستويات السكر في الدم.  ولا ننسى أن الافراط في تناول الحلويات والسكريات البسيطة عادة غير صحيّة وخطأ أيضًا شائع، ويمكننا تحسين هذه العادّة عن طريق تحديد وتيرة تناولها وتحسين الوصفات.  فاذا استطعنا تحديد تناول الحلوى مرّة حتى اثنتين في الاسبوع حيث تكون ضمن الاحتياج بحسب كل شخص. ومن جهة اخرى يمكننا تحسين الوصفات لتجنب كميات السكر والدهنيات العالية، وكطريقة يمكننا شوي القطايف وتخفيف تركيز القطر اذا لم نستطع الاستغناء عنه ".

" كسر الصيام بحبة تمر، كاس ماء وشوربة "
وأضافت شبلي: " لتجنّب الاضطرابات السابقة علينا بأن نكسر صيامنا بحبة تمر، كأس ماء وشوربة، بهذه الطريقة نقوم بموازنة مستويات السكر والسوائل والأملاح في الجسم مما يؤدي الى تقليل التوتر في  الجسم نتيجة الجوع وتهيأته للوجبة الرئيسيّة والتي مفضل ان تحتوي كل المجموعات الغذائية ومن ضمنها أيضًا النشويات.
كثير من الأشخاص يتجنبون تناول النشويات ظنًا منهم بأن ذلك سيقلل من الوزن بصورة أفضل وأسرع، إلا أن التنازل عن النشويات يزيد من الشعور بالعطش خلال الصيام، بالإضافة سيكون الرجوع لتناولها بشراهة أكثر بعد الانقطاع، لذا وجب الاعتدال.

" التغذية المستدامة "
وحول التغذية المستدامة، قالت عرين شبلي: " الفكرة المركزيّة من التغذية المستدامة هي الحفاظ على صحتنا والكوكب لضمان حياة صحيّة وآمنة للأجيال الحاليّة والقادمة.  من أحد المظاهر السيئة في رمضان حتى أنها تزداد في رمضان بنسبة ما يقارب ال 15-20% هي هدر الطعام. يُشكل هدر الطعام أزمة اقتصادية، صحيّة وبيئية. بدايةً هي ظاهرة مكروهة دينيًا.  بيئيًا غاز الميثان الذي ينبعث نتيجة رمي الطّعام أقوى بـ 23 مرّة من غاز ثاني أُكسيد الكربون.
إقتصاديًا، الهدر يُكلّف ما يُقارب الـ 750 مليار دولار سنويًا. بالاضافة، سنويًا يتم إنتاج غذاء لإطعام 7 مليار شخص في العالم، وبالمُقابل هُناك 811 مليون شخص حالياً ينامون جوعى كل ليلة. لذلك من المهم ان نحدد كمية الطعام التي نعدها للفطور، من اجل ان نمنع حدوث ذلك، ومن الممكن ان نحتفظ بالطعام لتناوله في اليوم التالي، او اطعامه للحيوانات، او حتى تحويله لسماد عضوي، لنحافظ على بيئتنا وصحتنا في نفس الوقت".
وفي ختام حديثها، قالت عرين شبلي: "نصيحتي للناس هي ان يلتزموا بتناول الوجبتين، السحور والفطور، وان يكون هناك اعتدال بتناول الأطعمة من حميع المجموعات الغذائيّة لننعم برمضان أكثر صحّة جسديّة ونفسيّة وروحانيّة " .