logo

هل انتهت الكورونا ؟.. 4 من كبار الأطباء بالبلاد يجيبون على الأسئلة الأكثر الحاحا عن الوباء

من شحادة سامي عازم مراسل موقع بانيت وصحيفة بانوراما
19-04-2022 10:42:13 اخر تحديث: 18-10-2022 08:41:19

مع مشاهد طوابير الانتظار للمسافرين في مطار بن غوريون الدولي، وفي معبر طابا الحدودي، في الأيام الأخيرة، وبعد انشغال وسائل الاعلام في الأسابيع الأخيرة في

الأحداث في القدس، وفي التطورات السياسية والبرلمانية، يطرح السؤال " هل انتهى وباء الكورونا واختفى من العالم ؟ " اذ لم يعد يذكر الوباء في نشرات الاخبار الا نادرا.
فيما يلي إجابات أربعة من كبار الأطباء في جهاز الصحة الإسرائيلي كما أدلوا بها في حديثهم مع وسائل اعلام عبرية، على هذا السؤال !

" ذنب الموجة الخامسة ! "
البروفيسور درور مفوراخ، مدير قسم الامراض الداخلية وقسم الكورونا في مستشفى هداسا عين كارم في القدس، يجيب قائلا :" الكورونا ليست من ورائنا. نحن نرى في مستشفى" هداسا " من ستة الى سبعة مرضى كورونا جدد كل يوم. هنالك حركة ما، لكن كل المقاييس مثل معامل نقل العدوى وعدد الإصابات الجديدة، كلها في تراجع. لذا فان الاحتمال الوارد هو ان يبقى الوضع هكذا دون الحاجة لاستعداد خاص. ما حدث في الأسابيع الأخيرة، وما ظننا انه بداية موجة سادسة، بعد ارتفاع معامل نقل العدوى، تبين انه ذنب الموجة الخامسة. لذلك نحن اليوم نتواجد في وضع تمنيناه سابقا وهو ان يكون لدينا طفرة معدية أكثر لكنها لا تسبب لمعظم الناس مرضا صعبا ".
وتابع د. مفوراخ قائلا:" ما أقوله ليس معناه ان الوضع الحالي سيبقى، لكن هذا ما يحدث حاليا. اذا نظرنا الى أوبئة سابقة، بالإمكان ان نرى انه بالإمكان اختفاء الوباء، وحاليا نحن في موقع من الممكن فيه ان نرى اختفاء وباء الكورونا. هنالك الكثير من الشواهد التي تدعم هذا الرأي، بسبب مميزات طفرة الاوميكرون، بالإضافة الى ذلك أن التطعيم جيد بشكل كاف في منع الوصول الى حالة خطيرة. هنالك الكثير من العلامات الإيجابية. هذا لا يعني ان الكورونا انتهت، لكن قوتها خفت بشكل كبير جدا ".

" الجمهور قرر ان الكورونا انتهت – هذا ليس الواقع "
أما البروفيسور غاليا راهف، مديرة قسم الامراض التلوثية في المركز الطبي " شيبا "، فقالت : " يبدو ان من قرر ان الكورونا انتهت هو الجمهور! لأننا نرى الكثير من الناس يتجولون بلا كمامات ويتجمهرون. صحيح ان الوضع أفضل من السابق، لكن لا يمكن القول انه لا يوجد كورونا. نحن مع عدد منخفض من الإصابات، لكن لا يمكنني القول ان الوضع تحت السيطرة التامة، لأننا لا ندري ماذا سيكون في حال وصول طفرات إضافية ولا ندري لكم من الوقت سيكون التطعيم الذي حصلنا عليه فعالا. ما يحدث اليوم هو دمج بين عدة أمور: نسبة عالية من المتعمين، ادوية للمرضى، وطفرات أقل شراسة لكنها معدية أكثر ".
وأضافت راهف :" كل هذه الأمور تعطينا هدوئا، لكن لا احد يدري لكم من الوقت سيستمر هذا الهدوء أو ان كنا على وشك نهاية الوباء. طفرة جديدة تمتاز بانها أصعب بإمكانها ان تغير الوضع. لا أدري ان كان بإمكاننا ان نصرخ ابتهاجا. العالم عليه ان يبقى جاهزا، وان يستثمر بتطوير الادوية والتطعيمات بحيث تكون ذات فاعلية لاكثر من نصف سنة. الناس متعبون من الكورونا ويفضلون نسيانها ".

" الأمر الأهم الان الصحة النفسية والاجتماعية لنا جميعا "
من ناحيتها، تقول د. افرات بارون – هرليف، مديرة مركز " شنايدر " لطب الأولاد: " يجب ان تبقى يدنا على قلوبنا، لكن يجب ان نمارس حياتنا بشكل طبيعي. الأمر الأهم الان هو استمرار الحصول على التطعيم ضد الكورونا كأي تطعيم عادي، وان تكون نسبة الحاصلين على التطعيم ضد الكورونا أعلى من نسبة التطعيم ضد الانفلونزا. الطفرتان الاخيرتان امتازتا بسرعة نقلهما للعدوى، لكننا نتعايش معهما ".
واسترسلت د. بارون – هرليف :" نحن لا يمكننا التنبؤ، لكن عندما نتحدث مع علماء الفيروسات فاننا نسمع منهم ان الفيروسات بشكل أساسي تكون في مراحل تغيير طوال الوقت، بحيث تصبح معدية أكثر لكنها قاتلة بشكل أقل ... العودة لحياتنا الطبيعية أمر مهم. هذا معناه ان نبقى بوعينا السليم. الوضع المقلق الذي كان فيه وهو حديث عن الكورونا طوال الوقت، تغير – وهذا من دواعي سروري – الأمر الأهم الان الصحة النفسية والاجتماعية لنا جميعا ".

" هل يمكن ان نرجع الى الوراء؟ بالطبع نعم "
بروفيسور سيريل كوهين، مختص لجهاز المناعة في جامعة بار ايلان، أدلى هو الآخر بدلوه قائلا:" بالإمكان القول بصورة موضوعية اننا اليوم نعيش في عهد آخر، كيفما نظرنا الى الأمر. باستثناء وضع الكمامات في الأماكن المغلقة ليس هنالك أي تقييدات علينا. لا مجال للمقارنة عما كان عليه الحال قبل سنتين. صحيح ان هنالك عدوى، والفيروس لا زال يتنقل، لكن تأثير الفيروس على حياتنا تراجع بشكل كبير عما كان عليه سابقا. في المستشفيات الوضع تحت السيطرة. عدد المرضى بحالة خطيرة تراجع الى حوالي 200 مريض. ما ساعدنا للعودة الى حياتنا الطبيعية هو ان الاوميكرون طفرة غير خطيرة والتي نقلت العدوى لعدد كبير من الناس ".
وتابع كوهين يقول :" في نهاية الامر، موجة الاوميكرون لم تكن أصعب من موجة للانفلونزا. انا لا أمحو السنتين الأخيرتين، لكنني أرى اننا في وضع مغاير. هل يمكن ان نرجع الى الوراء؟ بالطبع نعم. الفيروس لا يرتاح. هنالك أمران مقلقان بالنسبة لي: الأول هو ان الفيروس يتغير طوال الوقت وأيضا انه ينقل العدوى للحيوانات. بالإمكان ان نرى في المستقبل طفرة جديدة مثيرة للقلق، لكن هذا لا يجب ان يمنعنا عن ممارسة حياتنا بشكل طبيعي قدر الإمكان ".

" لا نعرف ما هي التبعات بعيدة المدى للكورونا "
كما قال كوهين: " نحن لا زلنا لا نعرف ما هي التبعات بعيدة المدى للكورونا. نتحدث عن فيروس جديد، وعن تطعيمات اثبتت نجاعتها في منع الوصول لحالة مرض خطيرة، وهنالك علاج وانكشاف طبيعي على الفيروس، وكل هذه العوامل تنقلنا الى وضع اشبه بالوضع الطبيعي لحياتنا. هنالك عدة سيناريوهات. اكثر هذه السيناريوهات صعوبة هو ان تأتينا طفرة صعبة، تعيدنا قليلا الى الوراء. هذا لن يكون امرا حتميا، وانا لا أرى اننا سنعود الى ما كنا عليه قبل سنتين. السيناريو المتفائل هو اننا في الفترة القريبة، وبفضل كل ما قلته وبفضل العلاجات الجديدة التي سيتم تطويرها، نعيش الى جانب الكورونا. تعالوا لنرى ما سيحدث في الخريف المقبل. نحن دوما معرضون لخطر طفرة جديد، لكني لا أرى ان الوضع سيتغير".


Photo by JACK GUEZ/AFP via Getty Images)