يجب التنويه انه في بداية دراستي في الاردن سكنت فترة من الزمن في بيت المرحوم محمود العثمان شهاب الصبيحي حيث أن عائلة الصح تنتمي الى عشيرة الصبيح وقرية الشبلي تسمى عرب الصبيح،وشاهدت كيف كان يقوم بالإصلاح وكيفية الإصلاح والطرق الذكية التي ينتهجها حتى أن جلالة الملك حسين المغفور له كان يوكل اليه بحل نزاعات كان يصعب حلها، وأطلق عليه قاضي الأردن وفلسطين
هو عمي شيخ مشايخ عرب الصبيح محمود العثمان الصبيحي وبعد وفاته تم تسليم المشيخة لابنه الشيخ خالد بن محمود العثمان الصبيحي.

ماذا يميز القضاء العشائري ؟
إن أهم ما يميّز القضاء العشائري هو السعي إلى الإصلاح، بعد معاقبة المدانين من الأطراف المتخاصمة، بحيث تُزال كل أسباب الخصومة بين الجماعات بما يضمن التماسك الاجتماعي. يغيب هذا الأمر في التقاضي الحديث ويُغيب مفهوم التماسك والتنظيم الاجتماعي لحساب ما تسميه الدولة الأمن والسيادة.

المصطلحات المستعملة في القضاء العشائري:
1. منقع الدم : هو الشخص المتخصص في حل قضايا الدم مثل القتل العمد وغير العمد .
2. المنشد : هو الشخص المتخصص في حل قضايا العرض والشرف .
3. القاضي العشائري : وهو الشخص الذي يلجأ اليه الناس في قضاياهم اليومية .
أما بالنسبة للكفل فتعريف الكفل أنواع :
4) كفيل دفا : أي الشخص الذي يحتمي الجاني في وجهه ولا يستطيع أحد التعرض إليه لأنه في وجه الكفيل .
5)كفيل الوفا : أي الشخص الذي يكون ملزم بدفع ما يترتب على المطلوب عشائرياً من نقود أو غير ذلك .
6)كفيل جمع : أي الشخص الذي يوضع في وجهه قضية بين طرفين ويجمعهم عند القاضي المطلوب .
7)كفيل منع : أي الشخص الذي يمنع صاحب القضية من التعرض إلى الجاني .
بالنسبة للعطوة :
تعريف العطوة : هو أخذ جاهة إلى بيت صاحب الحق أو المجني عليه وأخذ عطوة عشائرية أي وضع حد للمشاكل بين الطرفين وهي سترة للجميع .

أنواع العطوة :
8)عطوة المنشد : وتأخذ هذه العطوة على العرض والشرف فقط وتكون من جانب واحد .
9)عطوة كم ولم : وتأخذ بين طرفين متشاجرين أو مختلفين في قضية ما وكم ولم أي تجمع بين الطرفين في بيت واحد بيت ملم أو بيت قاضي .
10)عطوة إعتراف : وتأخذ بين طرفين طرف معترف بحق الطرف الثاني .
11)عطوة إنكار : وتأخذ هذه العطوة بين طرفين في قضية مجهولة لا أحد معترف فيها .
وبالنسبة لمصطلح
المظلومة : تدفع هذه المظلومة في قضايا الدم أو القتل غير المعترف فيه من أي طرف من الأطراف المتنازعة فيدفع الدم من الطرفين .
وبالنسبة الدليخة هو الدم الذي يعترف فيه من القاتل.
ومن القوانين المتعارف عليها في قانون العشائر مثل :
12)قول قال ما يهلك رجال أبي ان القول الذي يشاع لا يمكن تصديقه إلا بالدليل الواضح .
13)لا دم عليه شهود ولا عيب عليه ورود : ان القتيل لا يقبل شهادة الشاهد على الدم ولا تقبل أيضاً شهادة الشاهد في العرض والشرف .
14)البينة على من ادعى واليمين على من أنكر رأيي أن من يدعي على خصمه في قضية معينة فيجب عليه الشهود أما إذا أنكر إدعاء خصمه فيجب عليه حلف يمين بخمسة وتعريف اليمين بخمسة أي أنه يختار الشخص الذي عليه اليمين خمسة من خمسته أي من أقرب المقربين وحلف اليمين بخمسة ليس على كل قضية منكورة في العرف العشائري ، فاليمين له شروط متعارف عليها عشائرياً .

البدوة :
 البدوة أي أن يذهب رجال من العشائر الى شخص يطلبون منه الحق الى الشخص الذي بعث الأشخاص له طياح الوجه أي أن طرف من الأطراف الذين بينهم عطوة قد اعتدى على الطرف الأخر في وجه الكفيل فيعتبر الشخص المعتدي قد طاح في وجه الكفل فهو ملزم بأخذ عطوة من الكفل لحق الذي يتوجب لهم عنده .
وبالنسبة لأمور الشرف والعرض فهناك أنواع :
15)صايحة الضحى : هي التي تصيح في ساعة ما قبل الظهر على شخص تدعي أنه حاول اغتصابها فهذه أصعب قضية في العرف فلها المنشد .
16)وهناك الموشوشة ، وصايحة العصر وغيرها فلكل قضية لها ما يترتب عليها من أمور عشائرية .
الوساقة : معناها أنه يكون لشخص عند آخر نقد أو أي أموال منقولة ويكون الشخص الأخر حق عند الشخص الأول ويطلبه بحق فيقول له لا أستطيع أن أعطيك نقودك أو أموالك المنقولة لأنه يوجد لي عندك حق فيقول الشخص الآخر لك كفيل على حقك فالوساقة ومنها حجز الأموال أو الشيء الموجود عند الشخص الأخر.

ماذا يحدث بعد حدوث جريمة معينة ؟
الهدنة: عند وقوع جريمة قتل تقوم جاهة الصلح بزيارة اهل المغدور الساعة الاولى بعد حدوث جريمة القتل وتبليغهم من قبل اهل الجاني للتوجه الى اهل المغدور لمعالجة القضية وحفظ حقوق اهل المغدور المعنوية والمادية ومن الطبيعي ان جريمة القتل مؤلمة لاهل المغدور فكانوا يهاجمون اهل الغادر ليوقعوا الضرر في بيوتهم وأملاكهم وفي هذا الحالة يظهر دور لجنة الصلح الفعال بحيث تحضر في الساعات الاولى وتستعين ببعض الرجال وتقف حسداً منيعاً  بين اهل الغادر واهل المغدور لمنع الاعتداءات على اهل الغادر، واول عمل تقوم به هو عرض "هدنة" لمدة 3 ايام لانتهاء "فورة الدم" واقصى حد للهدنة 3-6 شهور حيث تعقد لجنة الصلح عدة جلسات مع اهل المغدور ويستمر وجود اللجنة عند اهل المغدور للتوصل الى قبول الهدنة، وعندها يكرم اهل المغدور لجنة الصلح بقبول الهدنة والعطوه مادياً حيث ترجع الجاهة لاهل المغدور وتدفع المبلغ وتتفق معهم على مدة العطوة.

عند انتهاء مدة الهدنة او العطوة, تعود لجنة الصلح لزيارة اهل المغدور طالبين منهم التفاوض من اجل اقرار الصلح النهائي, بعدها يتم التفاوض مع اهل المغدور على قبول الصلح وعلى مقدار"الدية" التي تقدم لهم وبعد الاتفاق على مقدار "الدية" وعلى مراسيم الصلح, يتم تعيين يوم اجراء الصلح بين اهل المغدور ولجنة الصلح.

عقد راية الصلح
تطلب اللجنة منهم عقد اول عقده في راية الصلح، وراية الصلح قماشة بيضاء تعبر عن نقاء القلوب عند اهل المغدور وبياضها كبياض قطعة القماش المعقودة على الراية، ويقوم بعقدها احد مقربي القتيل من اجل ان يحملها اقرب المقربين لاهل القاتل، عندها يرد هو وأقاربه بواسطة الجاهة مع المدعوين على اهل المغدور لمصافحتهم وزيارتهم، يطلب رئيس لجنة الصلح من اقرب المقربين للقاتل بعقد ثاني عقده في راية الصلح معلناً بذلك مواقفته واهله على مراسم الصلح ومسالمته لخصمه، وهذا العمل يقوم مقام وثيقة خطية وبعدة صفحات ثم يتقدم اثنان  او ثلاثة من لجنة الصلح بعقد راية الصلح وهذا يرمز انهم كفلاء على اقرار هذا الصلح
يقوم احد افراد لجنة الصلح بتقديم "الدية" لاقرب المقربين من المغدور امام الجميع ومقدار الدية في تلك الفترة – 100 جمل وما يعادل من مال او 4 كيلو وربع من الذهب، وذلك حسب الشريعة الاسلامية مع الاخذ بعين الاعتبار حيثيات وظروف الجريمة.
والصلح سيد الأحكام والصلح خير ........