logo

‘ دبابات محطمة وجثث وتساؤلات‘ .. هذا ما تركته القوات الروسية في قرية أوكرانية

تقرير رويترز
16-04-2022 04:35:28 اخر تحديث: 18-10-2022 08:42:14

دبابات محطمة في الوحل ومبان مهدمة وعائلات في حداد على أحبائهم، كل ذلك كان من مظاهر الحياة في قرية استعادتها القوات الأوكرانية في شرق البلاد

 يحاول سكانها استيعاب الثمن الذي تعين عليهم وعلى محتلهم الروسي السابق دفعه.
في الشهر الماضي، استعاد الجنود الأوكرانيون قرية هوساريفكا،وهي قرية زراعية يتراوح عدد سكانها في أوقات السلم بين 500 و600 وتبعد نحو 150 كيلومترا جنوب شرقي مدينة خاركيف، بعد قتال مكثف في أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا في 24 فبراير شباط.
وتحدثت امرأة تبلغ من العمر 79 عاما عن الجنود الروس الشبان الذين جاءوا إلى القرية قائلة إنهم كانوا يطرقون الأبواب من منزل لمنزل طلبا للطعام، وأضافت أن بعضا منهم قالوا إنهم كانوا في تدريب أو أنهم دخلوا البلاد لتطهير أوكرانيا من العصابات و"النازيين"، لكنها سخرت من أحاديثهم قائلة إن سكان القرية أناس عاديون وسلميون.
وفي الحقول المجاورة للقرية تناثرت حاملات جنود محترقة وحاملتا أسلحة روسيتان محطمتان في الوحل وحولها مخلفات منها أقنعة واقية من الغاز وأحذية رطبة.

وقال جندي أوكراني إن القتال دار في قرية هوساريفكا لنحو ثلاثة أسابيع، مضيفا أن رفاقه استخدموا أسلحة مضادة للدبابات منها مدفعية وصواريخ جافلين المستوردة من الخارج ونجحوا في نهاية الأمر في طرد فرقتين قتاليتين روسيتين.
وما زال في القرية والحقول المحيطة بها ما لا يقل عن 12 عربة مدرعة لحق بها الدمار، بما في ذلك دبابات تحمل العلامة "زد" المميزة للقوات الروسية.
وتقول أوكرانيا أيضا إن مئات المدنيين الأوكرانيين قتلوا أثناء الاحتلال الروسي. وتنفي روسيا استهداف المدنيين لكن السكان المحليين في هوساريفكا قالوا إن بعض السكان قتلوا أو اختفوا.
وأضافوا أنه تم انتشال ثلاث جثث متفحمة بحيث يستحيل التعرف عليها من قبو أحد المنازل.

واشنطن: القتال في أوكرانيا قد يستمر حتى نهاية العام
يبدو أن العملية العسكرية الروسية التي ستدخل قريباً شهرها الثالث، ستطول لأشهر عدة. فبعض التقديرات الأميركية ترجح أن تستمر حتى آخر العام الحالي.
هذا ما كشفه مسؤولان أوروبيان، إذ أوضحا أن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكين أخبر الحلفاء الأوروبيين أن "بلاده تعتقد أن الحرب الروسية في أوكرانيا قد تستمر حتى نهاية عام 2022 ".
في الوقت عينه أكد العديد من المسؤولين المطلعين لشبكة CNN أنه من الصعب التكهن بالضبط بالمدة التي يمكن أن تستمر فيها العملية الروسية على الأراضي الأوكرانية، إلا أنهم أوضحوا أنه لا توجد في المدى المنظور أي مؤشرات تشي بأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حقق أهدافه على الأرض، ومن غير المرجح بالتالي أن ينفذها عبر المفاوضات، ما لم يواجه هزيمة عسكرية.
وكان مستشار الأمن القومي، جيك سوليفان، أعلم بوضوح يوم الخميس الماضي أن النزاع الأوكراني الروسي والعمليات القتالية قد تمتد لأشهر وأكثر.

ارتفاع خسائر الطرفين
فيما حذرت كييف من أنه "كلما طال أمد الحرب سترتفع الخسائر المادية والبشرية في البلاد"، وكشف الرئيس الأوكراني فولدومير زيلينسكي أن بلاده خسرت ما بين 2500و300 جندي حتى الآن فيما خسر الروس بين 19000 و20000، وفق زعمه.
يشار إلى أنه منذ انطلاق العملية الروسية على أراضي الجارة الغربية، في 24 فبراير لم تتمكن موسكو حتى الآن من السيطرة على مدن كبرى، باستثناء "ماريوبول" التي باتت قاب قوسين من السقوط في قبضتها، بعد حصار لأسابيع.
فيما انسحبت القوات الروسية من محيط العاصمة كييف مطلع الشهر الحالي، بعد عدة أسابيع على التحشيد، بسبب مواجهاتها صعوبات لوجستية ومقاومة أوكرانية شرسة بحسب ما أكدت كييف، في حين نفت روسيا تلك المزاعم موضحة أن انسحابها جاء من أجل التركيز على العمليات القتالية شرقا، وكبادرة حسن نية في الوقت عينه للمفاوضات بين البلدين.
وكان الكرملين أكد أكثر من مرة أن العملية العسكرية مستمرة حتى تحقيق أهدافها، ومن ضمنها "نزع سلاح" كييف الذي يعتبر مهددا للأمن الروسي، وحياد الجارة الغربية، فضلا عن الاعتراف بضم بشبه جزيرة القرم إلى الأراضي الروسية.
في حين تتمسك كييف بالسيادة على أراضيها، مطالبة أيضا بضمانات دولية تمنع أي هجوم روسي مستقبلي عليها، مع إظهار بعض الليونة في مسألة "الحياد" ووقف مساعيها للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي، ما يشكل خطاً أحمر بالنسبة لموسكو.
وأمام تعنت الطرفين وتمسكهما بتلك الأهداف أو المطالب، لا يبدو أن حلاً قريباً يلوح في الأفق، بحسب ما تؤكد العديد من الدول الغربية.