"لا ماكرون ولا لوبان".
وفيما لم يتبق سوى تسعة أيام على جولة الإعادة في انتخابات الرئاسة التي يحتدم فيها السباق الانتخابي بين الرئيس الحالي إيمانويل ماكرون وزعيمة اليمين المتطرف مارين لوبان، تُعد احتجاجات الطلاب علامة أخرى على أن الرئيس لم يعد بإمكانه الاعتماد على الرفض الجماعي بين الناخبين لليمين المتطرف.
في جامعة السوربون، التي كانت مهدا لكثير من الثورات الطلابية الفرنسية على مر السنين بما في ذلك انتفاضة مايو أيار 1968، احتشد بضع مئات في ساحتها الأمامية بالحي اللاتيني في باريس.
وذكرت أنيه جاكيمار، طالبة الفلسفة في جامعة السوربون، إنهم سئموا من الاضطرار الدائم للتصويت لصالح الأقل سوءا وهذا هو السبب في هذه الثورة. وقالت لا ماكرون ولا لوبان.
وأقصت الجولة الأولى من الانتخابات في 10 أبريل نيسان جميع المرشحين اليساريين. وقال كثير من الطلاب إنهم يفضلون الامتناع عن التصويت في جولة الإعادة على إعطاء أصواتهم لماكرون بهدف منع لوبان من الفوز بالسلطة.
"النزعة الانفصالية الإسلامية"
وقال البعض إن سياسات ماكرون في ولايته الأولى انحرفت كثيرا نحو اليمين، مستشهدين بوحشية الشرطة ضد محتجي السترات الصفراء أو الإجراءات الرامية لقمع ما يسميه ماكرون "النزعة الانفصالية الإسلامية" .
وقال جابرييل فيرجني الطالب في كلية ساينس-بو الحكومية للنخبة إنه يعتزم الامتناع عن التصويت وينصح الجميع بذلك لأنه يعتقد أن النضال لم يعد في صناديق الاقتراع وأصبح من الضروري نقل المعركة إلى ميادين أخرى بعد أن سقطت مصداقية الانتخابات إلى حد كبير. ودعا إلى حركات إضراب مع النقابات العمالية.
وتظهر استطلاعات الرأي أن المنافسة بين المرشحين متقاربة جدا، إذ يتقدم ماكرون بفارق 5 إلى 10 نقاط على لوبان، وأحيانا بهامش خطأ بما يعني أن فوز لوبان ليس مستحيلا.