iStock--Anson-Fernandez-Dionisio

«المباركية» سوق يقع في قلب العاصمة الكويت، ويعتبر أقدم أسواق في البلد على الإطلاق، حيث يعود تاريخه إلى أكثر من 120 عاماً، وسُمي بهذا الاسم نسبة إلى حاكم الكويت الراحل الشيخ مبارك الصباح «مبارك الكبير».
وعلى الرغم من تطور الأسواق في الكويت، عبر المباني والتصاميم الحديثة، إلا أن سوق المباركية، الذي يقع في منطقة «القبلة» بقلب العاصمة ما زال يحتفظ بطابعه الخاص، ويمثل مقصداً أساسياً للمواطنين والوافدين والسياح، حيث ما يزال يحافظ على مكانته التراثية والشعبية والسياحية والتجارية ويأتيه الزوار والمستهلكون من مختلف الأنحاء حتى أصبح أحد معالم الكويت الشهيرة.

«أكشاك» النشأة
قبل نحو 120 عاماً، وبجهود التجار الكويتيين، الذين كانوا يجلبون بضائعهم من العراق وأفريقيا والهند في أثناء السفر إليها بحراً، أسس سوق المباركية، وكان عبارة عن أكشاك، وسمي باسمه هذا نسبة إلى حاكم الكويت الشيخ مبارك الصباح -المعروف بمبارك الكبير- لأنه أول من بنى «كشكاً» في المباركية عام 1897 بعد سنةٍ من توليه الحكم، واعتبر الكشك ديواناً لإدارة الشؤون العامة والاستماع إلى آراء ومشكلات الناس، ثم أصبح أول محكمة في الكويت، وكانت تحيط بذلك الكشك مجموعة من الأسواق.
يمتاز سوق المباركية ومحلاته حالياً بالطابع التراثي الكويتي القديم، ويسعى إلى استقطاب جيل الشباب عبر مزج الطابع التراثي بالحديث، وانتشرت فيه مؤخراً المقاهي والمطاعم الجديدة، كما خصص مساحات لإقامة المعارض الشبابية، كما أن السوق يتماشى مع جميع الفصول بفضل طرازه المعماري المتميز وأسقفه الخشبية التي تغطيه وممراته للوقاية من الحرارة صيفاً والبرد شتاءً.
ويشتمل سوق المباركية على جميع السلع التي قد تحتاجها الأسر الكويتية وغيرها من الوافدين والسياح، بسبب تنوع محلاته التجارية بين الملابس واحتياجات المنزل ولوازم البر والسفر ومحلات الصرافة والعطارة والتحف والمطاعم والمقاهي والأسماك والخضراوات والفاكهة والتمور والعسل والمخللات والحلويات، بالإضافة إلى مساحات واسعة لملاهي الأطفال.
لسوق المباركية أيضاً نصيب كبير من الاحتفالات الوطنية، حيث يتشح بالزينة وأعلام الكويت، وتصدح في أروقته الأغاني الوطنية، إلى جانب البضائع الخاصة بهذه المناسبة، وإقامة مسابقات ومعارض وتقديم الجوائز، كما يشارك السوق فيما تحييه البلاد من مناسبات للأشقاء في دول مجلس التعاون الخليجي.

حريق سوق المباركية
بحسب وسائل إعلام كويتية فإن الحريق الذي اندلع بسوق المباركية أمس الخميس انتشر بسرعة كبيرة بسبب طبيعة الموقع والمواد المحترقة، والتهم مئات المحلات وتسبب في إصابة 14 شخصاً وخسائر كبيرة ودمار هائل بعد ما طال مئات المحلات في سوق السلاح وامتد إلى محلات عطور ولوازم منزلية وغيرها.
وقالت وسائل الإعلام إن عدد المحلات المتضررة بلغ نحو 300 وتصل قيمة البضائع في بعضها إلى نحو 50 ألف دينار كويتي، وأضافت أن مستودعات الكحول الخاصة بتصنيع العطور والمظلات الخشبية ساهمت في قوة الحريق وسرعة انتشاره وامتداده.
كما استمرت جهود إخماد الحريق ساعات طويلة وأعلنت وزارة الداخلية أنه سيتم إغلاق الجزء الذي تعرّض للحريق يومين بهدف تأمين ممتلكات أصحاب المحلات المتضررة وما حولها، والانتهاء من التحقيق لمعرفة أسباب الحريق.