المحامي شادي الصح
في قعر الفنجان.
هم شمروا عن سواعدهم ونبذوا الكسل ورفضوا المستحيل ووظفوا قدراتهم فكروا وخططوا حتى وصلوا قمم المجد وأعتلوها هم الناجحون، هؤلاء الذين يعملون ليل نهار، يحق لهم بأن نفتخر بهم نقدرهم فهم صِناع المجد والإبداع.
لا يروق للبعض هذا النجاح فيحاربونهم حتى لو لم تكن تربطهم علاقة به ومجتمعاتنا مليئة بتلكم النماذج التي امتلأت صدورها بوابل من الحنق والغيض ونار الحسد.
أعداء النجاح يجازفون بأخلاقهم/ن وكرامتهم/ن وأمانتهم/ن وكل شيء يملكونه حتى يخسروا كل شيء لأنهم فاقدون للأهلية وللمسؤولية، فيطعنون من الخلف لا من الأمام، ليصفعهم الناجح بصفعات النجاح دوماً!
واقع دون شك
من المسلمات التي لا يختلف عليها ونسلم بها أن أكثر الناس نجاحاً في الحياة لم يتسنَ لهم العيش بدون أعداء يكيدون لهم، يعيشون وسط أعداء بالسر والعلن يضمرون أو يعلنون لهم الحقد، وأكثر من هذا أننا نستطيع القول إنه كلما أُطلق عليك بسهم في الحياة كلما كثر أصدقاؤك وأعداؤك، لذلك من البديهي أن تُسلم بأنها سنة الحياة وعقبات تعتري كل ناجح بل هي الشهادة والوسام التي تجتاز بها سلم النجاح وتثبت بالبرهان القاطع أنك تسير في الطريق الصحيح ولذا يقول وليم شكسبير (لا تأبه بالمحبطين، حافظ على نفسك من أعداء النجاح).
القانون الإلهي: قانون الارتفاع والانخفاض
من القوانين الكونية الإلهية هو ان يُسير الكون وفقاً لما يريده الله بحسب إرادته وقضائه هو ما يُطلق عليه بِ"قانون الارتفاع والانخفاض"فالله وحده يرفع من يشاء يعز من يشاء ويذل من يشاء هو القادر وحده لا يشاركه في هذا القانون أحد لا اعتراض ولا استئناف على هذا القانون،من يعرف الله يعرف هذا القانون جيداً ولكن بعض النفوس المريضة تنسى أو تتناسى أو تأبى بأن تقبل بهذا القانون الكوني هي سنن الله في كونه. والنفس المتشوقة لحب الظهور تعيش دائما في قلق واضطراب ويزداد قلقها في فشلها في تحقيق مآربها وهدف هذه النفس المصلحة الذاتية الآنية تاركة المصلحة العامة فلا يهمها الا نفسها حتى لو أدى ذلك إلى الهلاك والدمار بالمقابل الفريق الآخر الذي أعزه الله فالفرص تأتيه إليه يرفضها ويهديها إلى غيره ولا يريدون لا جزاءً ولا شكورا.
السير في درب النجاح به أشواك
من ﺳﺎﺭ ﻓﻲ درب ﺍﻟﻨﺠﺎﺡ، ﻓﻼ ﺑﺪ ﻭﺃﻥ يجد أمامه عثرات ﻭﻗﺪ ﺗﻜﻮﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺃﺣﻴﺎﻧﺎً " ﺷﻮﻛﺔ ﻗﺎﺗﻠﺔ " وأحياناً "شوكة سامة" تأتي من " ﺃﻋﺪﺍﺀ ﺍﻟﻨﺠﺎﺡ ." وتكشف ﻋﻦ ﻧﻔﺴﻴﺎتهم ، وﺃﻥ ﺃﻋﺪﺍﺀ ﺍﻟﻨﺠﺎﺡ، " ﻏﺎﻟﺒًﺎ ﻫﻢ ﺃﻧﺎﺱ ﻓﺸﻠﻮﺍ ﻓﻲ ﺗﺠﺮﺑﺔٍ ﻣﺎ، ﻭﺍﺳﺘﺴﻠﻤﻮﺍ ﺑﻌﺪﻫﺎ، ﻭﺣﻴﻨﻬﺎ ﻓقط ﻳﺒﺪﺃﻭﻥ ﻓﻲ ﺇﻓﺸﺎﻝ ﻭﺇﺣﺒﺎﻁ ﺃﻱ ﻣﺸﺮﻭﻉ ﻋﻠﻰ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﻨﺠﺎﺡ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﺘﺤﺬﻳﺮ، ﻭﺍﻹﻋﺎﻗﺔ والعرقلة.
إن "ﻋﺪﻭ ﺍﻟﻨﺠﺎﺡ " ﻟﻴﺲ ﺑﺎﻟﻀﺮﻭﺭﺓ ﺷﺨﺼًﺎ، ﺗﺘﻀﺢ ﻋﺪﺍﻭﺗﻪ ﻟﻚ :ﺃﺣﻴﺎﻧًﺎ ﻗﺪ ﻳﺪﻓﻊ ﺃﺣﺪﻧﺎ ﺻﺪﻳﻘﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻔﺸﻞ، ﻭﺫﻟﻚ ﻟﺤﺎﺟﺔٍ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻪ، . هو طريق التميز والتفوق على جميع الأصعدة،فتلتقي بأعداء يغيظهم كل نجاح وقد امتلأ قلبهم بالحقد والحسد فيبدأون بمحاربتك للتقليل من انجازاتك وما من سبب لذلك سوى حسد ملأ قلوبهم فعندما تشرق في كل مكان فستلاقي في طريقك اولئك, وان بحثت ستجني قدرات وهبك الله اياها واحسنت استغلالها فنجاحك امام هؤلاء يثير حفيظتهم فيتطلب الأمر الصمود والمثابرة وقد نتعثر ونحاول مرة تلو الأخرى للوقوف ولإكمال مسيرة النجاح نتجاوز رسائلهم السلبية التي ليس لها هدف إلا التشويش على الشخص المنتج ووضعه بنفسية سيئة ينشغل بها عن طموحه، من أنت لتوقف مسيرة ناجح هو حق مشروع قانون لا تستطيع لا أنتَ ولا أنتِ إيقاف من نجح هي ارادة الله.
فالنجاح حق مشروع ياتي من جهود صادقة واضحة مشرقة تبصرها كل العيون ويقف وراها مخلصون متساعدون ناصحون وراشدون معطاؤون وقلوبهم ناصعة بالبياض.
الضريبة
النجاح بشكل عام له ضريبة يدفعها اﻹنسان من تميز عهده بالهيبة، من جيبه أو وقته أو سمعته أو جهده أو أي شيء آخر، وبالرغم من أن البعض يغبطون أصحاب قصص النجاح إلا أن كثيرون يحسدونهم ويكيدون لهم
فهناك الايجابيون وهم قلة والسوداويون الذين يملكون نزعة الشر والعدائية، فهناك مستوى للنجاح فإن فقت هذا المستوى من النجاح فستجد حتماً من يعاديك ويكيد لك ويدبر لك المكائد.
وهناك الحسد والحقد يملآن قلوب اعداء النجاح ،أحيانا ربما يكونا صامتان وأحيانا يظهران بشكل واضح على وجه من يحملهما بداخله ، لكن اﻷخطر على قصص النجاح هو العدائية والمكر ونفث السموم ووضع اﻷشواك بالطريق والتعدي وأشياء كثيرة سلبية، في هذه الحالة العدائي او اعدائية او كلاهما سيعملان كل ما بوسعهما من اجل إسقاط الشخص الناجح، يحاولون تشويه اسمه بشتى الطرق المضللة ويحاولون بكل ما اوتوا من قوى الشر والرذيلة التخلص من هذا الذين يرونه امامه يفوق مستوى النجاح يوما بعد يوم "ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين".
فالعدائية مرض يحارب قصص النجاح كنتيجة لعدم تحملها، فيحاول صاحبها تقليص الفارق بينه وبين الناجح بالسلبية لا باﻹيجابية.
ما المطلوب ؟
بأن تصغي لهم وتشعرهم بأنهم على حق ومارس الغباء معهم لا يهم اشعرهم بأنهم حققوا الطموح وصعدوا سلم النجاح،ثم فاجئهم بما وصلت إليه من تقدم وأنت صامت في الوقت الذي يظنون هم فيه أنهم تغلبوا عليك وحطموك ووقفوا شامتين متنمرين بك. وجودهم في حياتنا يجعلنا نسارع الخطى نحو التفوق وبمستوى عالٍ من الثقة ورباطة الجأش، إجعل منهم الوقود للدفع الى الأمام لتكن دوماً في المقدمة، حينها وفقط حينها سنجد أنفسنا في أماكن لم نكن نتوقعها وسنجد من يُسمعهم صوت تصفيق الأيادي فرحا بالنجاح ولا شك في ذلك.
وأيضا ..
ما المطلوب من اصحاب قصص النجاح والشموخ والعزة التحلي بالصبر وان يعيشوا حياتهم بطولها وعرضها كي يستمر التاريخ في تسجيل تميزهم كي يبقى اعداءهم في ظلام دامس حالك في عتمة الليل وأختم بالحديث النبوي " وَاعْلَمْ أَنَّ الْأُمَّةَ لَوْ اجْتَمَعَتْ عَلَى أَنْ يَنْفَعُوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَنْفَعُوكَ إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ لَكَ, وَلَوْ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَضُرُّوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَضُرُّوكَ إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَيْكَ, رُفِعَتْ الْأَقْلَامُ وَجَفَّتْ الصُّحُفُ))، آمنوا وثقوا بقدراتكم الكامنة بكم وإعلموا بأنكم لمنصورون، قضي الأمر الذي به تستفتيان.