عادل والبدء بمفاوضات تفضي إلى التوقيع على إتفاق سياسي يضمن للشعبين مستقبل الحرية والسلام والأمن.
وقد تم تدشين هذا التعاون اليوم الجمعة ، في حفل حضره مئات الناشطات من الحركتين في البحر الميت، حيث وقّعت مندوبات الحركتين على وثيقة "نداء الأمهات" التي صاغتها الحركتان.
في الأشهر الأخيرة، عقدت الحركتان، "نساء الشمس" الفلسطينية و"نساء يصنعن السلام" الإسرائيلية، سلسلة من اللقاءات تكللت بصياغة برنامج ركيزي مشترك فيه حساسية عالية لتنوُّع المجتمعات لدى الطرفين، يحترم إحتياجات كل واحدة منهما وكذلك التحديات والقدرات الموجودة لدى كل منهما. علماً أن الحركتين لا تنتميان لأحزاب معيّنة وتعملان من أجل تجنيد الدعم من مختلف الجماهير على تنوّعها، بغية تحقيق الدعم المدني الواسع. إنّها المرة الأولى التي يجري فيها تحالف بين حركتين نسائيتين (غير حزبيتين)، إسرائيلية وفلسطينية، للعمل مشتركاً على صنع السلام .
اعتراف رسمي
تأسست حركة "نساء الشمس" في تموز يوليو 2021 على يد مجموعة شجاعة من نساء فلسطينيات. ومنذ تأسيسها، إنضم لهذه الحركة الفلسطينية نحو 1200 إمرأة. النساء المنضمات للجموعة هن من مدن مختلفة مثل نابلس، بيت لحم، الخليل، القدس الشرقية وغزة. ةقد نالت هذه المبادرة الإعتراف الرسمي من قبل جميع الجهات الفلسطينية الرسمية.
وثيقة المعاهدة
في وثيقة المعاهدة، تطرح الحركتان ما يلي: "نحن نؤمن بأن الأغلبية الكبيرة من شعبينا تشاركنا تطلّعنا المتبادل. لذا، نطلب من قادتنا الإصغاء لندائنا والشروع عاجلاً بمفاوضات تلتزم وتصر على تحقيق حل سياسي للوضع الحالي ، وذلك في إطار زمني محدود. نناشد بنات وأبناء شعبينا (الإسرائيلي والفلسطيني) بالإنضمام إلى ندائنا وتجسيد هذا الدعم من خلال صنع السلام العادل . إننا نناشد قادتنا بإبداء الشجاعة والرؤيا المتطلعة صوب إحلال التغيير التاريخي الذي نتطلع إليه جميعنا. نشبك أيدينا بالإصرار والشراكة عازمات على إعادة الأمل إلى شعبينا".
خلال برنامج اليوم الجمعة، عُقدت حلقات حوار وغناء وتم عرض منحوتة شجرة الزيتون للفنان نهاد ضبيط. وفي ذروة الحدث، وقّعت مندوبات الحركتين على معاهدة شراكة ترمز إلى إلتزامهما بالعمل مقابل قادة الطرفين بغية العودة إلى طاولة التفاوض ودفع الجهود فوراً من أجل صنع السلام .
عقد سلسلة من النشاطات المشتركة
ما حدث هذا الأسبوع هو نقطة البداية، إذ تنوي الحركتان حتى نهاية 2023 عقد سلسلة من النشاطات المشتركة الهادفة إلى تجنيد الدعم الواسع في أوساط الشعبين، ذات التأثير لدعم هذا التحرك، وإبراز القوة المشتركة للحركتين، قوة النساء الأمهات والأخوات، المواطنات الإسرائيليات والفلسطينيات العاملات على تغيير الواقع.
عائشة فارس احدى مؤسسات نساء الشمس قالت :" اننا نتوقع من هذه الشراكة بين نساء الشمس ونساء يصنعن السلام ان تكون أولى الخطوات لطريق السلام العادل والأمن وبهدف انهاء الحرب والدمار. وان نعيش كدولتين متجاورتين يحافظ كلا منهم على حقوق الآخر والمساواة. فنحن نريد أن نعيش بكرامة وسلام" .
فيما قالت ياعيل أدامي، من مؤسسات ورائدات حركة "نساء يصنعن السلام": "ما جرى اليوم هو حدث تاريخي، بكلّ معنى الكلمة. بدأ ذلك بمجموعة صغيرة من نساء فلسطينيات شجاعات، نجحن وبوقت قصير، في تجنيد أكثر من 1،000 إمرأة داعمة لهذا التحرك. نساء شابات وكبيرات في السن، قررن، سوية معنا، التوقف عن السكوت والعمل من أجل خلق درب وطريق أخرى. لقد حان الوقت لقيادة شجاعة تخلق واقعاً فيه الأمل والمستقبل الآخر لأولادنا".
خلفية
نساء يصنعن السلام هي الحركة الميدانية الأكبر في إسرائيل، وتضم نحو 50 ألف منتسبة مسجلة. حصلت الحركة على مكانة تنظيم إستشاري للأمم المتحدة، وهي تعمل من أجل دفع الحلول السياسية قدماً مع الفلسطينيين.
في هذه الأيام، تعمل "نساء يصنعن السلام" داخل الكنيست على تمرير مشروع القانون "البدائل السياسية أولاً"، الذي يسعى إلى إلزام صنّاع القرار بفحص الخيارات السياسية لحلّ الصراعات على المستويين الإعتيادي والطارئ، وتوجيه موارد الوقت والإصغاء والقوى البشرية صوب البحث عن البدائل والحلول السياسية. بعد النجاح في تجنيد ما يزيد عن مليون شيكل من الجمهور الإسرائيلي، ستعمل الحركة خلال السنة القريبة، أيضاً على مشاريع مثل قمة السلام الإقليمية وإقامة مواقع تراث ترمز للتعايش والسلام.
صور من " نساء يصنعن السلام "