logo

مقال: هل العالم على عتبة حرب عالميّة ثالثة؟

بقلم: المحامي زكي كمال
21-07-2021 06:17:10 اخر تحديث: 18-10-2022 08:22:42

بينما تُنْهي الحرب الدائرة عسكريًّا بين روسيا وأوكرانيا منذ الرابع والعشرين من فبراير 2022، وسياسيًّا واقتصاديًّا في كافّة أنحاء العالم، شهرها الأول، تتواصل الأحداث

 
المحامي زكي كمال

على أرض الواقع فاتحة الباب على مصراعيه على تأويلات وتفسيرات وتحليلات يحاول البعض عبرها إثبات كون مجريات ومستجدّات هذه الحرب تؤكّد المعتاد من أن الحروب تدور في مجال السياسة، وأن مشاهدها الأخيرة فقط هي التي تنتقل إلى ميادين القتال، كما قال محمد حسنين هيكل.
أو إنّها تخالف المعتاد في نظر البعض، فهي حرب تناسى أو نسي من بادر إليها أنّ العمود الفقريّ لأيّة مفاجأة فيها هو السرعة والسريَّة، كما وصفها الجنرال والمؤرخ العسكريّ، كارل فون كلاوزفيتز.
كما أنها لم تكد تدور في مجالات السياسة، أو أنّها لم تدُر هناك بالقدر المطلوب، وكأن أطراف الحرب أرادوا منذ البداية الخيار الأول منتظرين أن تتزايد سيناريوهاتها المحتملة كلّما طال أمدها، لتشمل أيضًا سيناريوهات سياسيّة لم تكن قائمة في أيامها الأولى، وبالتالي يمكن الجزم أنّ أيامها القادمة، وانطلاقًا ممّا سبق ستحمل في طيّاتها تطورات تجعلها مختلفة، وربما مناقضة لما كانت عليه حتى اليوم، في أوجه عديدة ومتنوّعة.
يقينًا، لم يكن الحال ليصل إلى ما نحن عليه اليوم، لو اقتصرت الحرب على جانبها العسكريّ بين دولتين جارتين، إحداهما قويّة كانت دولة عظمى، وتريد العودة إلى هذه المكانة وبين دولة صغيرة حديثة العهد شابّة فتيّة ضعيفة عسكريًّا، بل كانت النتيجة ستكون واضحة وسريعة لا تحتمل التأويل، ولا تقبل تنوّع السيناريوهات، لكنّ هذه الحرب تحوّلت إلى ما يمكن وصفه بأنّها حرب عالميّة اقتصاديّة وسياسيّة.
ولذلك، نقف اليوم ومع انطلاق الشهر الثاني للحرب أمام سيناريوهات متنوّعة لها يملك مفاتيحها رجل واحد هو فلاديمير بوتين، رغم تفاوتها من حيث الخطورة والنتائج، فهي تتراوح بين استمرارها بوتيرتها الحاليّة وتحويلها إلى حرب استنزاف طويلة، كما حدث مع الاتحاد السوفييتيّ في أفغانستان، أو قرار بشنّ عمليّة عسكريّة سريعة وخاطفة تشمل استخدام سلاح الجوّ الروسيّ بكامل عتاده وقوّته خاصّة، وأنه تم الكشف عن أنّ عشرين مطارًا عسكريًّا روسيًّا جاهز للاستخدام في مثل هذه الحالة، أو  ربما استخدام أسلحة غير تقليديّة ( ما تدّعي أمريكا بايدن )، لتسريع انتهاء الحرب وخضوع أوكرانيا، ما قد ينذر بصدام محدود بين أمريكا وأوروبا  من جهة وروسيا من جهة أخرى، لكنه ربما يصل حدّ الحرب العالميّة الشاملة، أو ربما التوصّل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، وهو ما قد تسفر عنه الاتصالات الحثيثة التي كشفت عنها وسائل الإعلام الأوروبيّة، والتي تدور بين مسؤولين روسييّن وأوكرانيّين رفيعي المستوى بعيدًا عن أنظار الصحفيّين وكاميرات التلفزة، تثبت خصوصيّة هذه الحرب من جهة أنّ صوت المدافع فيها لم يُسْكِت صوت المتفاوضين، سواء كان نشاطهم يتمّ علنًا ومنهم نفتالي بينيت رئيس الوزراء الإسرائيليّ من جهة والأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعوديّ الذي نقل إلى نظيره الروسيّ سيرغي لافروف خطّة وساطة سعوديّة، تشكّل " وخزة " لأمريكا عبر تأكيد متانة العلاقات الروسيّة السعوديّة السياسيّة عبر هذه الوساطة، واقتصاديًّا عبر رفض السعوديّة حتى اليوم رفع سقف إنتاجها اليوميّ من النفط كبديل للنفط الروسيّ الذي أوقفت أوروبا استيراده.


" حالة جديدة "
ما سبق يؤكّد أنّ الحرب الحاليّة، بين روسيا وحاكمها الوحيد بوتين، والذي يصفه الكثيرون بأنّه دكتاتور، هي حالة جديدة لم تشهدها القارّة منذ الحرب العالميّة الثانية، حتى وإن كانت قد خاضت حروبًا في الشرق الأوسط ضدّ دول خضعت لحكم الرجل الواحد كالعراق إبّان عهد صدام حسين،  فهي حالة تؤكّد صحّة ما قاله عمانوئيل كانط من أن الحروب تبدأ بسهولة، إذا كان الحاكم دكتاتورًا، فالحرب لا تُلْحِقُ به الضرر، بل إنه يمكنه مواصلة التمتّع من طيبات الحياة وخيراتها حتى إبّان الحرب.
ولذلك، يمكنه إعلان الحرب لأسباب تافهة أو لأسباب لا يفهمها شعبه، بينما يعاني شعبه الأمرين. وهو ما يحدث اليوم، إذ يعاني الروس عواقب وتأثيرات العقوبات الاقتصاديّة والمصرفيّة والسياسيّة بينما يتمتع بوتين بنعم الحياة والعيش الرغيد، كما اتضح من ظهوره الأخير أمام كاميرات التلفزيون، وهو يرتدي معطفًا صمّمه الإيطالي " لورو بيانا " ويبلغ سعره نحو 11 ألف جنيه إسترلينيّ، وهو ما يجري أيضًا في أوكرانيا، إذ تشير الأنباء إلى أنّ استمرار التواجد والحصار العسكريّ الروسيّ سيؤدي خلال أيام قليلة إلى انتهاء المخزون الغذائيّ والدوائيّ هناك، ويخلق نقصًا خطيرًا في الطعام والعلاج الطبيّ، علمًا أنّ ما سبق يعيد  إلى الأذهان سؤالين هامّين ما زالا ينتظران الإجابة عنهما، أوّلهما يتعلّق بالسبب الحقيقيّ الذي دعا بوتين إلى إعلان الحرب، والثاني متى سيقرّر أنّه " يكتفي بهذا القدر من الحرب "، التي تخيّل كثيرون أنّها لن تنشب انطلاقًا من الاعتقاد الذي ساد أوروبا منذ نهاية الحرب العالميّة الثانية، حول كون المصلحة ( مصلحة الدولة ) هي ما يحكم علاقات الدول فيها، وليس المصالح الشخصيّة للزعماء، وهو ما مكّنها من اجتياز عقود الحرب الباردة دون أن تتحوّل إلى صدام عسكريّ، حتى خلال الأزمة الكوبيّة مطلع ستينيّات القرن الماضي، وما مكّنها من حلّ مشاكلها المتعلّقة بالثروات والحدود سلميًّا، وذلك بخلاف العالم الثالث وبضمنه شرقنا الأوسط أو بخلاف ما قامت به بريطانيا من إرسال قوّاتها العسكريّة إلى جزر فوكلاند (المالفيناس) في مواجهة الجيش الأرجنتينيّ عام 1982، علمًا أنّ الحرب الحاليّة أثبتت خطأ الاعتقاد الأوروبيّ من أنّ الازدهار الاقتصاديّ سيحوّل " الحاكم الأوحد " إلى ضرب من الماضي، وسيجعله يفكّر في مصلحة أبناء شعبه قبل خوض مغامرة الحرب.

" فحص الأمور من جديد "
ما ذكر سابقًا يثير، في نظري، الحاجة إلى فحص الأُمور من جديد، وهو ما بدأ عمليًّا اليوم في أوروبا وحتى أوكرانيا، حتى بين صفوف معارضي بوتين وليس فقط مناصريه الذين يطرحون على الملأ  أسئلة صريحة وواضحة ومباشرة حول ما إذا كانت أمريكا والدول الأوروبيّة قد زجّت عن سابق إصرار وترصّد، بأوكرانيا في أتون حرب كانت تدرك سلفًا أنها ستهدمها، لكنّها فعلت ذلك، كما يبدو، مكتفية بالعقوبات الاقتصاديّة التي لن تقصّر أمد الحرب، بل ستجعلها تتحوّل إلى حرب عالميّة، أو استنزاف أو مليشيات أو حرب في مناطق سكنيّة مأهولة، ربما تستفيد بعض دول الشرق الأوسط ممّا سيتم استنتاجه لاحقًا حولها، خاصّة على ضوء ما رشح من استخدام روسيّ لصاروخ تفوق سرعته بخمسة أضعاف سرعة الصوت لتبلغ سرعته 6180 كيلومتر في الساعة، وقد فشلت أنظمة المراقبة والتعقّب العسكريّة - الرادار - في تعقّبه، يسمّى هايبر سونيك، كانت روسيا قد جرّبته للمرة الأولى خلال تواجدها العسكريّ في سوريا ضمن دعمها لنظام بشار الأسد هناك.
مع الإشارة إلى أنّه لا يمكنني الجزم بأنّ ليس لأوروبا وأمريكا مصلحة في استمرار الحرب واستنزاف قوة الجيش الروسيّ وإضعاف فلاديمير بوتين وروسيا وتحطيم تطلّعاتها التوسعيّة، والتي تشمل التواجد في سوريا والتدخّل في الانتخابات الرئاسيّة الأمريكيّة وما رشح عن مصادر بريطانيّة من أن روسيا ومخابراتها لعبت دورًا أساسيًّا في قضية انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأُوروبي- البريكزت - ، حتى لو كانت الطريق نحو كبح جماح بوتين تمرّ عبر تحطيم وهدم أوكرانيا زلينسكي، والذي يبدو أنه يدرك اليوم أكثر من أيّ وقت مضى أن أوروبا وأمريكا قدمتاه قربانًا على مذبح مصالحهما، وأنّ الفرج لن يأتي من بايدن أو بوريس جونسون، وبالطبع ليس من عمانوئيل ماكرون، أو المستشار الألمانيّ الجديد أولاف شولتس، الذي ما زال بعيدًا عن ملء الفراغ الذي خلّفته أنجيلا ميركل.
هنا تجدر الإشارة إلى أن هذه الدول تجاهلت عمدًا تحذيرات واضحة وصريحة قالها  فلاديمير بوتين بصوته منذ أكثر من شهر، بل منذ أشهر حول أوكرانيا وروسيا، وسردها في مقال من 7000 كلمة نشره الموقع الرسمّي للكرملين بتاريخ 12 تموز 2021 أي قبل أكثر من نصف عام، وأعيد نشره مطلع الشهر الحالي آذار 2022، تحت عنوان " الوحدة التاريخيّة للروس والأوكرانيّين " قال فيه الروس والأوكرانييّن هم نفس الشعب، وأنّهم أمم شقيقة، يسمّى الروس فيها باسم مجموعة فيليكوروسي أي الروس الكبار، ويسمّى الأوكرانيون مجموعة مالورسي أي الروس الصغار، وهذا هو ما يجعل العلاقة الروسيّة مع وأوكرانيا تحديدًا ( ومع روسيا البيضاء – بيلاروسيا بعدها ) مختلفة تمامًا عن العلاقات مع الدول الأخرى للاتحاد السوفييتيّ، أي اعتبار كازاخستان وإستونيا وجورجيا والدول الأخرى مثل " الرفقاء " الوطنيّين، لكن الأوكرانيين والبيلاروسيّين هم " الأقرباء ".
وفي هذا السياق فإنّ أوكرانيا الحديثة قد تم إنشاؤها على حساب روسيا التاريخيّة، وهي معلومات ومواقف كانت واضحة ومعروفة للمخابرات الأمريكيّة خاصّة والأوروبيّة عامّة، دون أن تحاول هذه الدول اتخاذ خطوات لمنع الحرب وحماية أوكرانيا، وليس ذلك فقط، بل إنّ معرفة هذه التصريحات تثير التساؤلات حول ما إذا كانت روسيا قد تيقّنت من مصادر مطلعة، من أنّها ستتعرّض فقط لعقوبات اقتصاديّة في سياق التدخّل في وحدة أراضي أوكرانيا وانتهاك القانون الدوليّ، دون أن تواجه أيّ تدخّل عسكريّ رادع أوروبيّ وأميركيّ قد يؤدي إلى صدام عالميّ بين معسكرين يضمّ الأول أميركا وأوروبا، والثاني روسيا والصين، وربما يصل إلى استخدام السلام النوويّ.

" تزعزع التكتّل الغربيّ والروسيّ "
يبدو أن الردّ على ما سبق بسيط للغاية، ويتلخّص في نظري بكلمة واحدة هي " الصين " التي أصبحت اليوم صاحبة القول الفصل في هذا الصراع، وهذه الحرب ما يجعلها رغم أنف أمريكا، قوّة سياسيّة وعسكريّة عظمى قد تكون موازية للولايات المتحدة وروسيا، وليس فقط قوة عظمى اقتصاديّة تحاول عبر مشروعها الاقتصاديّ " طريق الحزام الصيني " الاستيلاء على الأسواق التجاريّة وطرق التجارة وشبكات الإنتاج والقوة الماليّة والأرباح في الدول الضعيفة من خلال الاستثمار، علمًا أنه إذا أكملت الصين هذا المشروع فإن النظام العالمي الثنائيّ القطب الذي كان مستمرًّا منذ سنوات سيتغير، وسيتزعزع التكتّل الغربيّ والروسيّ، ولن تكون تأثيراته اقتصاديّة فحسب، بل سيصبح العالم تحت الهيمنة الصينيّة من التمويل إلى الغذاء والسلع الاستهلاكيّة وغيرها، أي أنّ نهج الصين المذكور أصبح يهدّد العالم كلّه اقتصاديًّا ولوجستيًّا وعسكريًّا، ولا يهدد الغرب فقط، بل روسيا أيضًا، وبالتالي يمكن القول إنّ الكتلتين  التقليديتين قد توصّلتا إلى اتفاق صامت ملخّصه ضمان وجود العالم ثنائيّ القطب ( روسيا والغرب) ، ومنع القطب الثالث ( الصين ) من اكتساب الهيمنة.
ضمن هذا الاتفاق، كما يبدو، جاء تغيير الموقف الأمريكيّ من دولة قطر، إذ أصدر الرئيس الأمريكيّ جو بايدن، قرارًا بتصنيف دولة قطر " حليفا رئيسيًّا " من خارج حلف شمال الأطلسيّ " الناتو "، ما يعني أنّ الولايات المتحدة تعتبر قطر من الحلفاء المقربين الذين لديهم علاقات عمل استراتيجيّة مع الجيش الأمريكيّ، وهو ما جاء في حديث بايدن الذي أشار إلى ما تعنيه هذه الخطوة النوعيّة من اعتراف بمصلحة أمريكا الوطنيّة في تعميق التعاون الدفاعيّ والأمنيّ مع الدوحة ( قواعد عسكريّة أمريكيّة كثيرة على الأراضي القطريّة أشهرها قاعدة العديد التي تستخدمها أمريكا منطلقًا لطائراتها الحربيّة )، فالدوحة كانت قد رعت جولات التفاوض بين الولايات المتحدة وطالبان، كما كانت وسيطًا في الاتفاق الختاميّ الذي ضمن انسحاب أمريكا من أفغانستان، وكانت صاحبة دور في إجلاء عشرات الآلاف من المواطنين الأمريكيّين أو الأفغان، كذلك تواصل الدوحة مبادرتها المفتوحة لتقريب وجهات النظر بين واشنطن وطهران بصدد مفاوضات فيينا حول برنامج إيران النوويّ، ليس لتذليل صعوبات إحياء الاتفاق، أو التوصل إلى صياغة جديدة له فقط، بل لتخفيف العقوبات الأمريكيّة التي تثقل كاهل الاقتصاد الإيرانيّ.
إضافة إلى كلّ ما سبق فإن قطر تملك أحد أكبر مخزونات الغاز الطبيعيّ في العالم يمكنه أن يشكّل بديلًا عن الغاز الروسيّ، وقطر تعتمد على الولايات المتحدة لإقناع عملاء الدوحة الرئيسيين للسماح بإعادة توجيه الغاز الطبيعيّ المسال إلى أوروبا كحلّ قصير المدى إذا ما أوقف الصراع الروسيّ الأوكرانيّ إمدادات الغاز من موسكو.

" استمرار الوضع الراهن "
رغم كون الحرب بعيدة جغرافيًّا عن الشرق الأوسط فإن آثارها بدأت تطال المنطقة، حيث يُرجح أن تواجه المنطقة آثارًا متوالية فادحة من ارتفاع أسعار الغذاء والطاقة وتدهور الأوضاع الماليّة العالميّة.
فمصر مثلًا تستورد 80% من وارداتها من القمح من روسيا وأوكرانيا، كما أنّها مقصد سياحيّ يحظى بإقبال كبير من كلا البلدين، وسوف تشهد كذلك انكماشًا في مدخولاتها، كما أنها ستنتهي إلى استنتاجات عسكريّة تتعلّق بالحرب في المناطق المأهولة تريد دول المنطقة وتحديدًا إسرائيل الاستفادة منها، علمًا أنّ إسرائيل لم تفقد بسبب الحرب حريّة أعمالها العسكريّة في سوريا وطلعات طائراتها هناك وقصف الأهداف الإيرانيّة، إضافة إلى استمرار التنسيق بين إسرائيل وروسيا بهذا الشأن.
ستنتهي الحرب وفق أغلب التقييمات إلى حلّ يضمن استمرار الوضع الراهن، أي سيطرة روسيا على شبه جزيرة القرم وضمان استقلال دونيتسك ودونباس المواليتين لروسيا في الجزء الشرقيّ من أوكرانيا، مع تنازل أوكرانيا ربما الى الأبد عن رغبتها أو أملها في الانضمام إلى حلف الأطلسّي، أمّا أمريكا خاصّة والدول الأوروبيّة عامّة فستكون مع نهاية الحرب قد ضربت عصفورين أو اكثر بحجر واحد، فهي أضعفت روسيا عسكريًّا وسياسيًّا واقتصاديًّا وخاصّة إضعاف قوتها وتأثيرها في " أوبيك بلوس "، وحالت دون إعلان الصين ودول أخرى على الملأ وقوفها إلى جانب روسيا، أي أن أمريكا عمليًّا ستكون الرابح الأكبر، فهي حقّقت أهدافها وقلّمت أظافر خصمها الرئيسيّ ومنافسها الأوّل روسيا، دون أن تخسر شيئًا عملًا بقول الكاتب أريك هوبزباوم مؤلف كتاب " اختراع التقاليد " من أن الولايات المتحدة هي الدولة الوحيدة التي خرجت من الحروب العالميّة سليمة كما دخلتها، وهذا ما حدث هذه المرة أيضًا، لكن الخطر بأن تتطور الأحداث دون رقيب إلى حرب عالميّة ثالثة وهنا المأساة والكارثة .

هذا المقال وكل المقالات التي تنشر في موقع بانيت هي على مسؤولية كاتبيها ولا تمثل بالضرورة راي التحرير في موقع بانيت .
يمكنكم ارسال مقالاتكم مع صورة شخصية لنشرها الى العنوان:
[email protected].