(Photo by Antonio Masiello/Getty Images)
أحد أقوى تحذيراته حتى الآن من أن روسيا تبحث استخدام أسلحة كيماوية.
وفشلت القوات الروسية في السيطرة على أي مدينة أوكرانية كبرى بعد مرور أكثر من أربعة أسابيع على غزوها، وتلجأ على نحو متزايد إلى تدمير شامل للمناطق السكنية بالضربات الجوية والصواريخ بعيدة المدى والمدفعية.
وأصبحت مدينة ماريوبول الساحلية الجنوبية نقطة محورية للهجوم الروسي ولحق بها الدمار على نحو كبير وتناثرت الجثث في شوارعها، ولكن وردت أيضا أنباء عن تكثيف الهجمات على مدينة خاركيف ثاني كبرى المدن الأوكرانية يوم الاثنين.
وقالت القوات المسلحة الأوكرانية في بيان إن من المتوقع أن تواصل القوات الروسية الهجوم على البنية التحتية الحيوية باستخدام "أسلحة عالية الدقة وذخائر عشوائية".
كان بايدن قد قال دون الاستشهاد بأدلة إن اتهامات روسيا الكاذبة بأن أوكرانيا تمتلك أسلحة بيولوجية وكيماوية تكشف عن "المأزق" الذي يواجهه الرئيس فلاديمير بوتين وإنه يفكر في استخدام مثل هذه الأسلحة.
وقال بايدن في لقاء مع أصحاب شركات "يتحدث الآن عن ذرائع جديدة كاذبة يقوم بإعدادها (لاستخدام أسلحة كيماوية وبيولوجية) منها التأكيد على أننا في أمريكا لدينا أسلحة بيولوجية وكيماوية في أوروبا وهذا ببساطة ليس صحيحا".
وقال "إنهم يشيرون أيضا إلى أن أوكرانيا تمتلك أسلحة بيولوجية وكيماوية وهذه دلالة واضحة على أنه يفكر في استخدام كلاهما".
ولم ترد السفارة الروسية في واشنطن على الفور على طلب للتعليق.
وطلب بايدن أيضا من الشركات توخي الحذر من الهجمات الإلكترونية التي تشنها روسيا. وقال في بيان "هذا جزء من قواعد اللعبة الروسية".
وسبق أن اتهمت الولايات المتحدة وحلفاؤها روسيا بالادعاء، دون دليل، بامتلاك أوكرانيا برنامج أسلحة بيولوجية وذلك تمهيدا لاستخدام مثل هذه الأسلحة، لكن تصريحات بايدن يوم الاثنين كانت من أقوى تصريحاته في هذا الصدد.
وتقول روسيا إنها لا تهاجم المدنيين لكن الدمار الذي لحق ببلدات أوكرانية مثل ماريوبول وخاركيف يعيد إلى الأذهان الهجمات الروسية السابقة على مدن في الشيشان وسوريا.
ووصف بوتين الحرب وهي أكبر هجوم على دولة أوروبية منذ الحرب العالمية الثانية بأنها "عملية عسكرية خاصة" لنزع سلاح أوكرانيا وحمايتها من "النازيين". ويقول الغرب إن هذه ذريعة كاذبة لشن حرب عدوانية غير مبررة.
ضغط دبلوماسي
من المقرر أن يسافر بايدن إلى أوروبا خلال أيام لعقد اجتماعات مع زعماء الدول الحليفة وبحث تشديد العقوبات على روسيا بالإضافة إلى العقوبات المالية غير المسبوقة التي تم الإعلان عنها بالفعل. وقال البيت الأبيض إن بايدن تحدث في اتصال هاتفي مع الزعماء الأوروبيين يوم الاثنين عن الأساليب "الوحشية" التي تنتهجها روسيا.
ويزيد حصار روسيا وقصفها لماريوبول من الضغط لاتخاذ إجراء. ووصف جوزيب بوريل منسق السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي ما يحدث بأنه "جريمة حرب واسعة النطاق".
لكن وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي اختلفوا يوم الاثنين على ما إذا كان سيتم إدراج الطاقة في العقوبات وكيفية القيام بذلك إذ قالت ألمانيا إن التكتل يعتمد على النفط الروسي بدرجة تحول دون استطاعته فرض حظر.
وخص بايدن الهند بالذكر كونها "مترددة نوعا ما" في اتخاذ إجراء ضد روسيا أكبر مورد للمعدات العسكرية، لكنه أشاد بالعضوين الآخرين في المجموعة الرباعية أستراليا واليابان.
وحثت الهند على إنهاء العنف في أوكرانيا لكنها أحجمت عن التصويت ضد روسيا حليفتها القديمة في الحرب الباردة.
ورغم أن الهند باتت قريبة من الولايات المتحدة في السنوات الأخيرة إلا أنها لا تزال تعتمد على روسيا في الإمداد المستمر بالأسلحة والذخيرة وسط مواجهة حدودية في جبال الهيمالايا مع الصين وتوتر دائم مع باكستان.
* لا استسلام
أدى الصراع إلى نزوح ما يقرب من ربع سكان أوكرانيا البالغ عددهم 44 مليون نسمة، وقالت ألمانيا إن العدد قد يصل إلى عشرة ملايين في الأسابيع المقبلة.
ورفضت أوكرانيا يوم الاثنين مطلبا روسيا بوقف الدفاع عن ماريوبول.
ووصلت رويترز يوم الأحد إلى منطقة في ماريوبول تسيطر عليها الآن القوات الروسية لتجدها منطقة خراب. جثث ملفوفة في أغطية على جانب الطريق. النوافذ مهشمة والجدران متفحمة باللون الأسود. جلس السكان الذين خرجوا من الأقبية على مقاعد وسط الحطام يلتحفون بالمعاطف للحماية من البرد.
وقالت نائبة رئيس وزراء أوكرانيا إنه تم يوم الاثنين إجلاء نحو ثمانية آلاف من البلدات والمدن التي تتعرض للقصف منهم نحو 3000 من ماريوبول عبر 7 ممرات إنسانية.
وقال حاكم منطقة زابوريجيا إن حافلات تقل مدنيين من مناطق الخطوط الأمامية تعرضت لقصف يوم الاثنين وأصيب أربعة أطفال بجروح.
كما لحقت أضرار شديدة بمدن خاركيف وسومي وتشيرنيف في شرق البلاد.
وقالت شاهدة في خاركيف يوم الاثنين إنها شاهدت أشخاصا على أسطح المباني يلقون قنابل يدوية أو ذخائر مماثلة في الشوارع.
وأفاد شاهد آخر خارج المدينة بأنه سمع انفجارات أقوى من أي يوم منذ أن بدأت القوات الروسية الهجوم الشهر الماضي. ولم يتسن لرويترز التحقق من صحة هذه الروايات.
ويأمل المسؤولون الأوكرانيون أن تتفاوض روسيا على الانسحاب. وأشار الجانبان الأسبوع الماضي إلى إحراز تقدم في المحادثات بشأن صيغة تشمل نوعا من الحياد بالنسبة لأوكرانيا لكن التفاصيل كانت شحيحة.
(Photo by VYACHESLAV OSELEDKO/AFP via Getty Images)