logo

في ظل النقص الحاد بالأطر المخصصة لأبناء الشبيبة العرب : سجن فتاة قاصر تعرضت للاعتداء الجنسي

موقع بانيت وصحيفة بانوراما
21-03-2022 17:25:02 اخر تحديث: 18-10-2022 08:43:22

يعاني المجتمع العربي من نقص حاد في الأطر المخصصة للشباب وأبناء الشبيبة والاطفال العرب المعرضين للخطر وللضائقة ، لدرجة أنه لا يوجد أي إطار عمل متخصص في علاج

القاصرين ضحايا الاعتداءات الجنسية في المجتمع العربي، ونتيجة لذلك، لا يحصل الكثير من القاصرين والقاصرات من ابناء المجتمع العربي على العلاج المناسب والذي قد ينقذ حياتهم في احيان كثيرة .

المعطيات المقلقة
وبحسب "وحدة المساعدة القانونية"، وحدات تمثيل القاصرين في وزارة القضاء ،  فانه تتم مرافقة أكثر من 12,000 قاصر حتى عمر 18 عاما، مع زيادة 5,500 قاصر في السنة، 14% منهم عرب .
وفي حادثة صعبة متصلة بهذا الموضوع، بقيت فتاة تبلغ من العمر 14 عاما، وهي فتاة في ضائقة نتيجة لاعتداء جنسي عليها، بقيت رهن الاعتقال بسبب عدم وجود إطار مناسب لها خارج جدران السجن .

لتسليط الضوء على هذه الحادثة وعلى قضية النقص بالاطر للقاصرين العرب المعرضين للخطر  ، تحدثت قناة هلا مع المحامية نسرين إسكندر موسى – مديرة قسم الشبيبة في مكتب المرافعة العامة .
 
"في دولة إسرائيل توجد ثلاثة اطر فقط مناسبة لهؤلاء الشبيبة"
وقالت مديرة قسم الشبيبة في مكتب المرافعة العامة، نسرين إسكندر موسى في مستهل حديثها لقناة هلا: "نحن نتحدث هنا عن مجموعتين مختلفتين من القاصرين، الأولى تتضمن الشباب والصبايا من جيل 0-18 عاما، والذين يتواجدون في بيوت محطمة وهم بحاجة ماسة الى الخروج منها وان يكونوا داخل اطر خارج المنزل من اجل ان يتم علاجهم وتأهيلهم بالشكل المناسب. اما المجموعة الثانية فتتضمن أبناء الشبيبة من جيل 12-18 عاما، الذين يقومون بمخالفات ضد القانون ويحتاجون الى حل بديل عن السجن. في دولة إسرائيل يوجد ثلاثة اطر فقط مناسبة لهؤلاء الشبيبة، وهي اكثر مناسبة لشباب وليس للصبايا العربيات، منها: الإصلاحية في يركا، الداخلية في عكا، واطار بديل للحبس المنزلي في القدس. والمشكلة الأساسية هي ليست بعدد الأماكن بل موقع هذه الأماكن، فعلى سبيل المثال الشبيبة في الجنوب لا يستطيعون ان يتواجدوا في هذه الأطر بسبب البعد الجغرافي لهذه الأماكن عن بيوتهم ".


" المسؤول الأساسي عن هذا الوضع هي وزارة الرفاه الاجتماعي"
وتابعت نسرين موسى قائلة لقناة هلا : "هذه المشكلة صعبة جداً، وتحدثنا عنها لمدة طويلة جدا ولكن دون أي نتيجة. بإعتقادي ان المسؤول الأساسي عن هذا الوضع هي وزارة الرفاه الاجتماعي، لأنه من المفترض ان تقوم بتخصيص ميزانيات لإقامة وتوفير اطر مناسبة لهؤلاء الشبيبة، او ان تقوم بتمويل جمعيات تُعنى بتشغيل مثل هذه الأطر. على الرغم من اننا نقدم لها احصائيات بعدد الشبيبة الكبير الذين يحتاجون لهذه الأطر الا انهم لا يستجيبون، ويدعون انه لا يوجد عدد كاف من الشباب والصبايا الذين يحتاجون لهذه الأطر والمؤسسات".


"حتى الان لم ننجح في إيجاد اطر مناسبة لهؤلاء الشبيبة"
وحول دور المجالس المحلية وأعضاء الكنيست في إيجاد حلول لهذه المشكلة، قالت نسرين موسى : " مهمة المجالس المحلية ومكاتب الشؤون هي إيجاد لابناء  الشبيبة المعرضين للخطر، ولكن للأسف حتى لو وجدوا -  لا توجد اطر مناسبة لهم. المسؤول الأساسي عن إقامة هذه الأطر هي وزارة الرفاه الاجتماعي وليس رؤساء السلطات المحلية، فهم من يقررون ويحددون ما اذا كانت هنالك حاجة لتخصيص ميزانيات لبناء مؤسسات تستوعب هؤلاء الشبيبة وتقدم لهم التأهيل والعلاج المناسب. اما بالنسبة لأعضاء الكنيست، فانا اعلم ان الموضوع يطرح كل الوقت في الكنيست وفي كل اللجان المختلفة، ولكن لا اعلم اذا حصلوا على نتيجة تذكر من طرح القضية. الامر الأساسي الذي اعرفه هو اننا لم ننجح حتى الان في ان نصل الى وضع تقرر فيه وزارة الرفاه الاجتماعي بناء اطر ومساعدة هؤلاء الشبيبة في المجتمع العربي ".


قضية الفتاة القاصر
وحول قضية الفتاة القاصر، قالت نسرين موسى: " هذه الفتاة تبلغ من العمر 14 عاما، وقد تعرضت لاعتداء جنسي. كان وضعها النفسي صعب جداً، وحاولت عائلتها إخراجها من البيت لتكون في إطار مناسب لها اكثر ويساعدها على تخطي ما مرت به، ولكن للأسف حين تم استدعاء الشرطة من قبل والدتها قامت الفتاة بتصرف غير لائق تجاه احد افراد الشرطة، وبناء على هذا التصرف تم اعتقالها وتوقيفها حتى نهاية القضية وتقديم لائحة اتهام ضدها، بشبهة ضرب شرطي. ومع عدم وجود اطار بديل عن السجن اضطرت الفتاة الى المكوث لفترة طويلة في السجن، ما يقارب الخمسة اشهر، الامر الذي أدى الى تدهور حالتها النفسية، ولكن في نهاية المطاف وجدوا لها مكانا بديلا عن السجن".


" السبب في انجراف هؤلاء الشبيبة الى عالم الاجرام هو عدم وجود اطر مناسبة لتأهيلهم"
وفي ختام حديثها، قالت نسرين موسى لقناة هلا وموقع بانيت : " انا شريكة في لجنة حكومية والتي تحاول ان تبحث عن أسباب العنف عند الشبيبة في المجتمع العربي، وقد اكتشفنا ان السبب في انجراف هؤلاء الشبيبة الى عالم الاجرام هو عدم وجود اطر مناسبة لتأهيلهم. وبما ان الدولة تقول انها ترغب بمعالجة مشكلة العنف في المجتمع العربي، اعتقد انها يجب ان تبدأ من خلال بناء مؤسسات او تمويل جمعيات معينة لاستيعاب هؤلاء الشبيبة، لمنعهم من الانجراف الى الجريمة".

لمشاهدة المقابلة الكاملة عن قناة هلا - اضغطوا على الفيديو اعلاه .