روسيا في تحويل دفة الصراع لصالح الرئيس السوري بشار الأسد وانقلاب الأمر على المعارضة الساعية للإطاحة به باستخدام أسلوب الحصار والقصف الوحشي.
وقال أبو أحمد إنه هو وجماعة المعارضة التي ينتمي إليها صمدوا لسنوات باستخدام الخنادق والأنفاق في مواجهة القوات الحكومية بالغوطة الشرقية إلى أن وصلت القوة الجوية الروسية لدعم الأسد في 2015 فكان لها أثر مدمر.
ذكريات مؤلمة
أبو أحمد، الذي كان يتحدث من مدينة تادف في شمال سوريا حيث يقف في موقع على الخط الأمامي الذي يفصله عن القوات الحكومية المدعومة من روسيا، يتذكر الآن كيف قتلت غارة روسية في الغوطة الشرقية 17 مقاتلا كانوا يحتمون في نفق تحت الأرض كان في السابق مكانا آمنا من هجمات القوات الحكومية.
وبالنسبة للسوريين الذين فقدوا الأهل والأصدقاء والمنازل في الهجمات التي دعمتها روسيا، توقظ عناوين الأخبار الواردة من أوكرانيا ذكريات صراع دمر جانبا كبيرا من بلدهم خلال العقد الأخير.
ثقوب الطلقات النارية تملأ منازل تادف الواقعة في منطقة النفوذ التركي، كما أن شوارعها تكاد تكون مهجورة، وتقف مبان مهدمة فيها شاهدا على مدى القوة الجوية الروسية.
"لا تحاربوا الروس"
ويعيش في المنطقة الآن سوريون نزحوا من حلب عندما سقطت أحياؤها، التي كانت تحت سيطرة المعارضة، في أيدي القوات الحكومية عام 2016 بعد حصار استمر عدة أشهر بمساعدة روسية. ومن بين هؤلاء محمود مدراتي الذي يسترجع ذكرياته عن وطأة دخول روسيا الحرب ونتائجها الوخيمة.
ويتابع أحمد الشيخ أخبار الغزو الروسي لأوكرانيا بينما يعيش داخل مدرسة في تادف مع أسرته المكونة من عشرة أفراد منذ خرجوا من حلب في 2016. وينصح الشيخ الأوكرانيين بألا يحاربوا الروس.
ووُجهت لأطراف أخرى في الصراع السوري اتهامات بالتسبب في سقوط ضحايا من المدنيين منها التحالف الذي قادته الولايات المتحدة لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية. غير أن حجم الموت والخراب الذي تسبب فيه القصف الروسي كان أكبر بكثير وفقا لما يقوله المرصد السوري لحقوق الإنسان.
صورة من الفيديو - تصوير رويترز