خلال عرض سابق لمسرحية "أصوات" في مدينة الناصرة- تصوير: موقع بانيت

خلال نشاطات اليوم العالمي ضد قتل النساء.
وجاء في نص الرسالة التي وصلت نسخة منها لموقع بانيت وصحيفة بانوراما : "إن منتدى الجمعيات الثقافية العربية، والذي يشمل أكثر من 60 جمعية من مختلف المجالات الفنية، ومختلف المناطق العربية من الشمال الى الجنوب، يهيب بكم، ويطلب إعادة النظر بقراركم آنف الذكر، والعمل على إلغائه بشكل فورّي. إن إدارة المنتدى ترى من واجبها الحفاظ على حرية التعبير وخصوصا من خلال الانتاج الفّني. كما وترى أنه من الافضل عدم زج الاعمال الفنية بين حجار رحى السياسيين ومنتخبي الجمهور، حيث أن الاعمال الفنية والثقافية بطبيعتها مثيرة للجدل وحك الدماغ، وفي ذلك تكمن قيمتها الاجتماعية الحقيقية – ترّبي وتحثّ الانسان المتلقي على التفكير واختبار المواقف من زوايا ووجهات نظر مختلفة".

"كلنا أمل أن تأخذ دورك القيادي في مسيرة مجتمعنا بمحاربة العنف"
واضافت الرسالة : "أما مسرحية "أصوات" فهي مؤثرة في رسالتها الانسانية الداعية لسماع أنين النساء والاطفال ضحايا العنف والقهر بيننا. هي "صوت" الغلابى والضحايا في مجتمعنا الساكت على الظلم والجريمة – وما أحوج مجتمعنا لنبذ العنف والجريمة بكل أشكالها وبأعلى الاصوات. إننا إذ نتو ّجه اليكم نتوخى بكم الخير والمسؤولية والرزانة في قيادة أهلنا في جت المثلث وفي كل بلداتنا العربية، راجين منكم العمل على دعم الفن ونصرة القيم الانسانية وصيانة حقوق الطفل وكرامة الانسان. هذا ما يضمنه القانون في الدولة، وعلى هذا الاساس يتم صرف الميزانيات العامة في وزارتي الثقافة والتعليم".
وتابعت الرسالة: "إن مشاركة الاخصائيين المهنيين في قسم الشؤون الاجتماعية وقسم المعارف عندكم بالتحضير لمناقشة المسرحية مع الطلاب والحضور لَهيَ مساهمة نوعية في رفع الوعي لآفات مجتمعنا، وسبل كشفها والتعامل معها بمهنية واحترام".
واختتمت الرسالة: "كلنا أمل أن تأخذ دورك القيادي في مسيرة مجتمعنا بمحاربة العنف، وأن تسمح بعرض المسرحية كما كان ضمن نشاطات اليوم العالمي ضد قتل النساء – فهذه مسؤوليتنا جميعا".إلى هنا نص الرسالة التي أبرق بها منتدى جمعيات ثقافية عربية لرئيس مجلس جت المحلي خالد غرة.

خالد غرة: " المسرحية تتصادم مع الفهم الصحيح للعلاقة الزوجية ومكانة المرأة حسب فهمنا لديننا وتحديد العلاقة بين أفراد الأسرة المسلمة"
هذا وكان رئيس المجلس المحلي في جت المثلث خالد غرة، قد اعلن في بيان صادر عنه عن إلغاء عرض  مسرحية "أصوات" في البلدة.
وجاء في البيان الذي أصدره خالد غرة ، ووصلت نسخة عنه لموقع بانيت وصحيفة بانوراما : "لقد نشرنا سابقاً إعلانات بخصوص مسرحية بعنوان "أصوات" والتي كان من المقرر عرضها مستهل هذا الأسبوع في المركز الجماهيري، وذلك استجابة لدعوة من جمعية "نعمت" بتوفير مكان مناسب لعرض المسرحية. ولكن وبعد الاطلاع على مقاطع من المسرحية وجدنا أنه من الأنسب والأسلم لمجتمعنا الجتي المحافظ المؤمن أن نلغي عرض المسرحية وأن لا نكون يداً وعوناً في هدم النسيج الاجتماعي لأهلنا في القرية".
واضاف البيان: "فهنالك عدة مقاطع من المسرحية تتصادم مع الفهم الصحيح للعلاقة الزوجية ومكانة المرأة حسب فهمنا لديننا وتحديد العلاقة بين أفراد الأسرة المسلمة.أهلنا الأحباب، اننا نحترم المرأة، ونعتز بمكانتها فهذا ما أمرنا به ديننا وهذا ما نؤمن به. والاحاديث الدينية كثيرة في هذا السياق، نذكر احداها على سبيل المثال لا على سبيل الحصر:" ما أكرمهن إلا كريم وما أهانهن إلا لئيم" صدق رسولنا الكريم".
واوضح رئيس المجلس في بيانه: "نحن لسنا بحاجة لثقافة غريبة عن ديننا وقيم مجتمعنا، تحث المرأة على التمرد والخروج عن تعاليم الدين وتخِل موازين الحقوق والواجبات الأسرية وفق ما يُسمى اليوم، لغطاً وبهتاناً، حرية شخصية. نحن بحاجة لتثقيف زوجي وأسري حقيقي يعيد لعائلاتنا وأسرنا جو الاحترام، الوئام والحب الأسري وفق نهج نبينا محمد صلوات الله عليه".
واختتم البيان بالقول: "والله لن نجد طريقاً أو سبيلاً يحفظ كرامة أمهاتنا، زوجاتنا، اخواتنا وبناتنا الا ما أمر به ربنا وديننا الحنيف". إلى هنا نص بيان رئيس المجلس المحلي في جت المثلث خالد غرة.

الفنانة المشاركة في المسرحية لينا فاعور: "اتهام رئيس المجلس بأن المسرحية تمس بالدين، يسيء لنا ويمس بسمعتنا أمام الجمهور ولا نقبله اطلاقا"
من جانبها، قالت الفنانة لينا فاعور، إحدى الممثلات في المسرحية خلال حديث لموقع بانيت وصحيفة بانوراما: "أولا لا يحق لرئيس المجلس أن يحكم أو يبدي رأيه على أي مسرحية بغض النظر عن محتواها دون ان يشاهدها بنفسه، كما لا يحق له الحكم على المسرحية لمجرد وصول مقطع او اثنين من المسرحية له، كان يجب عليه أن يعرف سياق هذين المقطعين وان يشاهد المسرحية كاملة ليطلق حكمه عليها".
واضافت فاعور: "إن اكثر نقطة حساسة تمس بنا كممثلين وفنانين في هذه المسرحية، هي اتهام رئيس المجلس الباطل بأن المسرحية تمس بالدين، هذا الاتهام يمس بنا شخصيا وبسمعتنا أمام الجمهور، ويضعنا امام المجتمع على أننا اشخاص نهاجم الدين، وهذا ما لا نقبله إطلاقا".
ونوهت فاعور خلال حديثها لموقع بانيت وصحيفة بانوراما ، إلى أن "المسرحية لم تتطرق لأي بعد ديني، ونحن لا نقبل الإساءة لأي دين، وقلنا أكثر من مرة أن الدين الإسلامي قد كرم المرأة، لكن رئيس المجلس قد استخدم الدين كذريعة لكسب المؤيدين في قراره هذا".

فاعور لرئيس المجلس: "كانت هذه القصص الحقيقية قد استفزتك فعليك تغيير الواقع لا إلغاء العرض"
وحول فحوى المسرحية، والعبارات والحوار المستخدم فيها، أكدت الفنانة لينا فاعور: "ان المسرحية تعالج قضية العنف ضد المرأة ، والجمل المستخدمة في المسرحية هي جمل بسيطة تستخدم في الحياة اليومية كقول النساء لبناتهن المعنفات: "اصبري يا بنتي، اتحمليه حتى لو ضربك"، كما أن القصص الموجودة في المسرحية هي قصص واقعية ، حتى أننا استخدمنا نفس الاسماء الحقيقية للضحايا".
واردف قائلة: "اذا كانت هذه القصص الحقيقية قد استفزت رئيس المجلس المحلي في جت، فإننا نقول لك ان هذا الواقع الذي نعيشه وموجود بيننا، والأولى بك أن تستنكر هذا الواقع وتعمل على تغييره، لا أن تهاجم المسرحية لأنها قد عكست شيئا من الواقع".

"عندما نقول للفتاة انتبهي باختيار الشريك المناسب، فهل هذا ثقافة غريبة؟ "
وحول ما وصف رئيس المجلس المحلي في جت بـ"الثقافة الغريبة"، قالت الفنانة لينا فاعور: "عندما نقول للفتاة انتهبي باختيار الشريك المناسب، فهل هذا ثقافة غريبة؟ عندما نتحدث عن ضرب الرجال لزوجاتهن، وننصحهن بماذا يجب فعله، فهل هذه ثقافة غريبة؟ لا ادري من أين جاء بهذه العبارة".
واردف قائلة: "نحن في المسرحية لم نتطاول لا على الدين، وحتى لم نتطرق لقضية لباس المرأة فنحن نحترم المرأة المحجبة وغير المحجبة، وفي المسرحية ركزنا على قضية النساء المعنفات فقط، لكن أن يصل مقطع او مقطعين إلى رئيس المجلس، وبناءً عليه يقرر إلغاء العرض بحجج واهية فهذا الأمر نرفضه تماما".