logo

كيف نتعامل مع أعراض الشتاء ؟ اليكم هذه النصائح

بقلم : د. موتي حيمي طبيب أطفال متخصص وأخصائي أورام الدم
18-01-2022 09:24:39 اخر تحديث: 18-10-2022 08:43:07

بعد خريف دافئ نسبيًا، يقترب الشتاء بخطى واسعة ومعه أمراض الشتاء أيضًا. الزكام هو أحد أكثر الأمراض شيوعًا - ومن المتوقع أن يصاب الأطفال به في المتوسط 6 مرات


صورة للتوضيح فقط - تصوير: iStock-Sinenkiy

 في السنة. تحدث أعراض الزكام بسبب الفيروسات المختلفة التي تنتقل إلى الجهاز التنفسي لأطفالنا، وعلى الرغم من عدم وجود علاج للزكام الذي يؤدي إلى الشفاء التام، إلا أن هناك طرقًا للحماية والوقاية منه بالإضافة إلى طرق علاج الأعراض الشائعة.

ما الذي يسبب أعراض الشتاء والزكام ؟
في معظم الحالات، يكون الزكام وأعراض الشتاء ناتجة عن فيروسات مختلفة تنتقل إلى أطفالنا في الروضة، المدرسة، أفراد الأسرة (بالأخص - الإخوة والأخوات) والبيئة القريبة.
تشرك الفيروسات المسببة للزكام ( ،("common cold"الجهاز التنفسي العلوي (الأنف والبلعوم).  يُطلق على الفيروس الأكثر شيوعًا اسم rhinoviruses ، ومثل العديد من فيروسات الجهاز التنفسي،  فإنها تدخل الجسم عن طريق الفم، العين أو الأنف ويمكن أن تنتشر من خلال القطيرات المحمولة بالهواء ("انتقال القطيرات") عندما يسعل الشخص المريض أو يعطس أو يتحدث.
يمكن أيضًا أن ينتشر الفيروس عن طريق الملامسة اليدوية مع شخص مصاب بالزكام أو الاستخدام المشترك لأشياء ملوثة، مثل أدوات المائدة، المناشف، الألعاب أو الهواتف. عند لمس العينين أو الأنف أو الفم بعد هذا التلامس، هناك احتمال معين للإصابة بالعدوى. من الجدير بالذكر أنه في معظم الحالات، فيروس الزكام  ليس فيروس إنفلونزا، والذي يظهر عادةً بأعراض أكثر وضوحًا.

لماذا يحدث الزكام خلال هذه الفترة بالذات ؟
تحدث معظم حالات الزكام في فصلي الخريف والشتاء، عندما يكون الأطفال في أماكن مغلقة ومزدحمة، وأكثر تعرضًا للملوثات المختلفة. بالإضافة إلى ذلك، تنخفض الرطوبة هذا الموسم، مما يجعل الممرات الأنفية أكثر جفافًا، مما يزيد من خطر الإصابة بالعدوى.
البالغون الأصحاء - يمكن أن يصابوا عادة بما يصل إلى 2-3 حالات زكام في السنة، ولكن عند الرضع والأطفال الصغار - يكون عدد الحالات سنويًا أكبر.

ما هي أعراض الزكام الشائعة ؟
تبدأ أعراض الزكام عادةً بعد يوم إلى ثلاثة أيام من الإصابة بالفيروس وتستمر عادةً لمدة أسبوع إلى 10 أيام تقريبًا، إلا أنها قد تستمر أحيانًا لمدة أسبوعين تقريبًا. قد تختلف الأعراض قليلاً من طفل لآخر وتعتمد على نوع الفيروس المسبب للزكام وقوة جهاز المناعة لدى الطفل. في الأشخاص الذين يعانون من أمراض خلفية أو المدخنين - يمكن أن يستمر المرض لفترة أطول.
عند الرضع، قد تشمل أعراض الزكام احتقان الأنف، البلغم، اضطرابات في النوم، وفرط نشاط، وأحيانًا التقيؤ، الإسهال والحمى. قد يعاني الأطفال الأكبر سنًا من انسداد في الأنف، سيلان الأنف، ألم، حكة، احمرار في الحلق، عينين دامعتين وعطس وسعال خفيف وبلغم وأحيانًا حتى آلام في العضلات، صداع، إرهاق، حمى منخفضة، وشعور عام سيء.

كيف يمكن التعامل مع أعراض الشتاء ؟
لا يوجد دواء سحري للزكام، لأنه في الغالب فيروسي ولا يستجيب للمضادات الحيوية. في معظم الحالات، لا توجد حاجة أيضًا للأدوية ويتعافى الأطفال حتى بدون علاج. علاج الزكام هو علاج داعم بشكل أساسي، ويركز على تخفيف الأعراض التي يعاني منها الطفل/ ة، حتى يمر المرض من تلقاء نفسه. لمساعدة طفلك على الشعور بالتحسن، يمكن:
• شرب الكثير من السوائل وخاصة الماء والشاي والحساء الساخن. في الحالات التي لا يكون لدى الطفل فيها شهية ولا يشرب الكثير أو تشمل الأعراض أيضًا الإسهال أو القيء التي تؤدي إلى زيادة فقدان السوائل، يمكن الدمج بين محلول الإلكتروليت (مثل "المعدن") للمساعدة في منع الجفاف.
• إعطاء دواء بدون وصفة طبية يعتمد على الپاراسیتامول، مثل "طيبطبوت نوفيمول"، [أو دواء آخر] لتخفيف الحمى والألم.
• تقطير الزيوت العطرية، مثل زيت الأوكالبتوس، لإنعاش النفس وتخفيف الاحتقان والسعال وخاصة في الليل.

ما المضاعفات المحتملة للزكام عند الأطفال؟ متى ينصح بالتوجه للطبيب؟
تشمل بعض المضاعفات التي يمكن أن تحدث بسبب الزكام التهابات الأذن، التهاب الجيوب الأنفية والتهاب الحلق. يمكن للفيروس أيضًا أن يؤدي إلى نوبة ربو وحتى يؤدي إلى التهاب رئوي.
ينصح بالتوجه للطبيب في الحالات التالية:
• درجة حرارة 38 درجة مئوية عند الرضع حتى سن 12 أسبوعًا
• حمى شديدة للغاية في أي عمر
• ارتفاع درجة الحرارة أو حمى تستمر لأكثر من يومين في أي طفل في أي عمر
• أعراض شديدة بشكل خاص من الصداع، التهاب الحلق أو السعال
• صعوبة في التنفس أو صفير
• وجع ملحوظ في الأذنين
• اضطرابات شديدة
• نعاس غير عادي
• فقدان الشهية أو عدم الشرب بشكل كافي

كيف يمكن منع الزكام ؟
كما نعلم من وباء فيروس الكورونا، فإن الوقاية الأولية هي أفضل علاج. من المهم إبعاد أطفالنا من الأطفال الآخرين المصابين بالزكام (يُنصح أيضًا بعدم إرسال الأطفال المصابين بزكام إلى روضة الأطفال وبالتالي منع الآخرين من الإصابة)، والحفاظ على نظافة الألعاب ومنطقة لعبهم. من المهم أيضًا تعليم الأطفال الحفاظ على نظافة اليدين الأساسية التي تشمل غسل اليدين لفترات متقاربة، مثل قبل الأكل وبعد زيارة الحمام وبعد اللعب مع حيوان وبعد السعال والعطس. إذا لم يتوفر الصابون والماء، يمكن استخدام جيل كحولي لتنظيف اليدين، بتركيز 60٪ على الأقل. بالإضافة إلى ذلك، ينصح بتعليم الأطفال محاولة تجنب ملامسة العينين والأنف والفم.
بالإضافة إلى ذلك، من أجل تجنب الإصابة بفيروس الأنفلونزا (فيروس يختلف عن الفيروس المسبب للزكام، ويسبب أمراضًا أكثر خطورة)، يوصى بتطعيم الأطفال بلقاح الأنفلونزا الذي يعتبر آمنًا وفعالاً في الوقاية من المرض .