صورة للتوضيح فقط -تصوير: fizkes - istock
وكل من يتعامل معه من المقربين، وفي المقابل.. من المعروف أن سمات الشخصية لا يولد بها الطفل ولا يرثها، وإنما يكتسبها من أسلوب التربية وتأثير الظروف من حوله، لهذا كان دور الآباء كبيراً في ولادة الشخصية الضعيفة، وفي نشأة الشخصية القوية الإيجابية أيضاً. للتعرف على ملامح وعلامات الشخصية الضعيفة عند الطفل وأسبابها وطرق علاجها ..كان اللقاء وخبيرة التربية الدكتورة ابتهاج طلبة.
أهم علامات ضعف شخصية الطفل هي:
هي شخصية متردّدة إلى حدّ كبير، لا تستطيع أن تتخذ قرارات وتنتظر الغير حتى يقرّروا عنها في كل شيء.
شخصية ليس لديها القدرة على المبادرة وامتلاك زمام الأمور، أو الشجاعة للتعبير عن مكنوناتها النفسية.
شخص مهزوز وخائف، و يبتعد حالة شعوره أن أحدهم يطلب منه شيئاً ما.
شخصية تمتلك همّة قليلة جداً، وعزيمتها دائماً غير مرتفعة، وليس لديها النشاط ولا الحيوية.
يتّصفون بالخمول ويفضّلون الاستماع عن التحدّث؛ لخوفهم من كلامهم، ولأنهم لا يملكون الثقة به.
شخصية تتهرب من تحمّل أي نوع من المسؤولية مهما كانت بسيطة، وتلقي اللوم على غيرها وتحمّلهم أخطاءها.
شخصية سلبية متشائمة مشتتة فكرياً
هي شخصية بدون أي طموح، لا تؤدّي الالتزامات التي تُطلب منها أبداً، ولا تجد في ما ستقوم بعمله أي منفعة.
تميل بشكل ملحوظ للعزلة والانطواء والابتعاد عن الناس وتجنّب مخالطتهم، وعلاقتها مع الآخرين ..سطحية.
هي شخصية مهزوزة بشكل واضح وملموس، وسرعان ما يتمّ تشخيصها.. أسرع من تحليل أي من الشخصيات.
هي شخصية تميل إلى عدم الاعتراف بالحقائق ولا بالأشياء، وذلك لعدم تصديقها لها وخوفها من أن تكون الحقيقة شيئاً يخالِف ردّة فعلها.
سلبية ومتشائمة معظم الوقت، وتفتقد الصفات القيادية، ولا تبادر بأي عمل، أو ما يمكن أن يوضّح ما بداخلها.
هي شخصية مشتتة فكرياً، ودائماً مشغولة الذهن وتبكي لأتفه الأسباب، ترفض عمل أي شيء عملي مفيد.
طرق علاج ضعف شخصية الطفل
تشجيع الطفل على الاندماج والتعرّف بالمجتمع والناس من حوله، وأن نساعده على كسر حاجز الخوف من أن يلتقي بالناس أو حتى يخاطبهم.
السعي لإشراكه في عدّة أنشطة جماعية عائلية أو مع الأصدقاء حتى يتمكّن من إدراك أن هناك ممن لديهم صفات سلبية مثله، وهذا أمر طبيعي جداً.
كلفي طفلك ببعض المسؤوليات المعينة، وأنت تعلمين جيداً أنه قادر على تحقيقها وتنفيذها، حتى نعزّز القيادة، وتتحوّل شخصيته إلى شخصية قيادية إيجابية.
قومي بتدعيم طفلك معنوياً، ولا تُشعريه بأنك تقومين بذلك على شكل تقديم خدمة، بل عليك أن تجعليه يشعر بمحبتك.
من الأفضل مساعدته على مخالطة الناس الإيجابيين الذين يحبّون الحياة والمتفائلين دائماً؛ لتنعكس الصور الإيجابية وترتفع معنوياته.
علي الآباء احترام الطفل وتقديره أمام الناس والإعلاء من شأنه، ولا مانع من التحدّث عن إيجابياته، من دون مبالغة، لأن الطفل قد يصدّق تلك المبالغة.
محاولة استغلال القدرات التي يتمتّع بها هذا الطفل- ضعيف الشخصية- مهما كانت بسيطة، وكذلك الإمكانيات التي لديه على أكمل وجه ونشعِرهم بذلك.
الصبر والهدوء والابتسام لتغيير الطفل
ابعدي طفلك قدر الإمكان عن العزلة ومحاولة مساعدته على الخروج إلى أماكن يختارها، حتى يشعر بالراحة وأن يندمج في الحياة بشكل عام.
ابعدي طفلك عن الأشخاص السلبيين دائمي التشاؤم، والذين يشعرون بأن لا فائدة؛ لأنهم ينثرون التشاؤم وهذا يزيد الأمر سوءاً.
ساعديه على وصف نفسه والتعبير عن مشاعره، وألا يعتاد على كبت المشاعر لأن ذلك يتحوّل إلى مشاعر سلبية .
كوني دائمة الابتسامة في وجهه حتى يعتاد على الابتسامة ويتبادلها مع الغير، فالابتسامة تزرع الثقة بالنفس وبالتأكيد في نفوس الآخرين.
علينا أن نكون صبورين ومؤمنين بما نعمل، ونحن نحاول مساعدة أطفالنا على التغيير من السلبية إلى الإيجابية، بالمكافأة والتشجيع ، ومواجهة هذا التحدّي بالصبر.
أسباب كثيرة لضعف شخصية الطفل
منها أسباب وراثية: بأن تكون هذه الصفة موجودة في أحد الوالدين، أو يتصف بها الأخ الذي يكبره، وربما كانت بسبب اختلاط المفاهيم في عقل الطفل وتشابهها.. لدرجة أنه لا يفرق بين الشجاعة والعنف، والحرص والجبن، والحياء والخجل.
كما يأتي ضعف الشخصية نتيجة لضعف ثقافة الابن أو تأخره الدراسي، أو بسبب عدم قدرته على تكوين صداقات، وقد تكون بسبب ضعف صحي يعتري الطفل، أو لخجله من وجود بعض التشوهات في جسمه، ومن ثمة يخجل من نفسه مفضلاً الابتعاد عن بقية الأطفال بالمدرسة أو النادي.
وهناك إجماع على أن التدليل الزائد والحماية المفرطة من جانب الآباء والقيام بكل شيء نيابة عن الطفل حرصاً أو شفقة عليه، يمثل سبباً قوياً في ضعف شخصية الطفل، ولا ننسى أن السخرية من الطفل وتعييره الدائم بضعف شخصيته، وجبنه أمام اتخاذ أي قرار، من الممكن ان يساهم في تكوين شخصية ضعيفة.
خطوات منزلية لبث ثقة الطفل بنفسه
الابتعاد عن التدليل والتساهل الزائد والحماية المفرطة، عدم تعيير الطفل بضعف شخصيته أو جرح مشاعره.. بل الاستماع إليه واحترام رأيه.
أن يحرص الوالد على اصطحاب ابنه معه في بعض الزيارات، فيعتاد الخشونة والعكس مع البنت، مع محاولة تعليمه الأسلوب الأمثل للدفاع عن نفسه.
أن يتركه - والده أو والدته - يعتمد على نفسه في كثير من الأحيان، بإعطائه بعض المهام المنزلية، وتشجيعه إن وفق في أدائها.
مدح الجوانب الإيجابية فيه وتشجيعه وإثابته، وأن نشركه في معظم القرارات الأسرية وذلك بقيادة الأب.. مما يمده بالثقة واحترام الذات.
الحوار مع الطفل بأسلوب يتناسب وعمره حول معنى وأهمية قوة الشخصية، وبيان خطورة التردد والتذبذب، مع تعديل المفاهيم الخاطئة بذهنه.