من مدينة الناصرة.
وجاء هذا الحفل الذي نُظم في مركز ابن سينا في الحي الشرقي بالناصرة، وفاءً لذكرى المرحوم الشيخ خالد نعمة أبو أحمد (أبو الوليد) الأولى الذي توفاه الله يوم 14/1/2021، ودعمًا لمسيرة التعليم الأكاديمي.
افتتح الحفل بآيات من القرآن الكريم تلاها الشاب قصي قويدر، وتولى العرافة الأكاديمي مهند أبو أحمد الذي حيّا الطلاب والطالبات وذويهم والضيوف على تلبية الدعوة والمشاركة في الحفل.
" الزكاة تساعد المستحقين دون تمييز "
وفي كلمة للشيخ فارس عابد، رئيس لجنة الزكاة، أعلن فيها أمام الحضور أن " لجنة الزكاة المحلية في الناصرة ولجنة الطلاب الجامعيين ستوزع في الحفل منحًا دراسية بمبلغ 600 ألف شيكل على نحو 180 طالبًا جامعيًا من مدينة الناصرة" .
وعرج الشيخ عابد في كلمته على الذكرى الأولى لوفاة المرحوم الشيخ خالد نعمة أبو أحمد (أبو الوليد) وقال: "الشيخ أبو الوليد من الرعيل الأول في بناء الدعوة الإسلامية في الناصرة والمؤسسات في هذا البلد الطيب، وكان من المؤسسين لمسجد السلام مع ثلة من الإخوة وكان رئيس لجنة الزكاة قبل أربعين عامًا، ولجنة الزكاة عمرها اليوم 41 سنة وكان له الباع الطيب في العمل الإسلامي وخدمة الدعوة والناس والمجتمع حتى آخر أيامه".
ووجه الشيخ فارس عابد للطلبة مستحقي المنح الدراسية عدة رسائل تحمل التعاليم والأخلاق والآداب الإسلامية التي يجب أن يتحلى بها طالب العلم وتكون له بمثابة الزاد في مسيرة التعليم الأكاديمي، وعدّ منها: فضل العلم والتعلم والنية الخالصة لله تعالى والتواضع واحترام وتقدير العلماء والدعاة والتأدب في حضرتهم.
وأكد الشيخ عابد أن لجنة الزكاة "تساعد جميع طلبة العلم دون تمييز بين أحد إن كان ملتزما بدينه أو لا وحتى أنها تساعد أيضا طلاب من أبناء شعبنا المسيحيين في الناصرة، مع طمعها في أن يلتزم كل أبنائنا بدينهم".
كما تطرق الشيخ فارس إلى الدور الريّادي للجنة الزكاة المحلية في الناصرة وما قدمته على مدار العام الأخير وخاصة المساعدات الطارئة لطلاب العلم وقال: "منذ 41 عامًا ونحن نواصل مسيرة إخواننا السابقين، وبينهم الشيخ خالد نعمة أبو أحمد (أبو الوليد) رحمه الله".
وتقدم رئيس لجنة الزكاة بالشكر لكل من "ساهم وقدم لإنجاح هذا المشروع المبارك سواء لجنة الزكاة في الناصرة، أو الإخوة الذين أنفقوا؛ منهم من أنفق عن روح الحاجة الفاضلة أم يوسف حسين، وأيضا عن روح المرحومة أم عماد صالح وعن روح المرحوم أبو علاء كنعان وكل من قدم وساهم وأعطى وهم كثر، عمل طيب ومبارك ووفاء لهم ولكل أمواتنا وأموات المسلمين”.
" 180 طالبا وطالبة نرفع رؤوسنا بهم عاليًا "
وحيّا الشيخ إيهاب خليل، رئيس لجنة الطلاب في مستهل كلمته الطلاب والطالبات وأعضاء لجنة الزكاة لمحلية في الناصرة والمشايخ والدعاة وعائلة المرحوم الشيخ أبو الوليد نعمه وكافة الحضور، وقال: "واجبنا كطلاب أن نرفع شأن علمائنا ودعاتنا وأهل القرآن وأهل الخير. ليس عبثا أننا نكرم في هذا اللقاء ثلاث طالبات في الصف الثالث الابتدائي قد أتممن حفظ جزء عم كاملًا في وقت نرى فيه بعض الطلاب الجامعيين يستصعب حفظ سورة من القرآن وهناك من الطلاب لم يحفظ أي سورة، هي ليست رسالة عتاب إنما للتأكيد على أهمية أن يتعلق طالب العلم بدينه وقرآنه وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام".
ولفت الشيخ خليل إلى أن المرحوم الشيخ أبو الوليد كان دائمًا يزور الطلاب ويبدي الاهتمام الكبير في متابعة مسيرة تعليمهم ويقدم لهم الرعاية والمساعدات اللازمة منذ مطلع الثمانينيات في وقت قلما نجد فيه متعلمًا يصلي وملتزمًا في دينه".
وتابع: "اليوم بفضل الله صرنا نخرّج طلاب علم يعتزون ويفتخرون بدينهم وسنة نبيهم، ولنا الفخر أيضًا في لجنة المنح ولجنة الزكاة على مدار سنوات طويلة كنا نقدم المنح الدراسية أيضًا لطلاب من أهلنا المسيحيين أيضا".
وأشار الشيخ إيهاب إلى أن "من شروط قبول المنحة أن ترى لجنة الطلاب العلامات، وبفضل الله تعالى رأينا أن 180 طالبا وطالبة من مستحقي المنحة لهذا العام علاماتهم ترفع الرؤوس، وليس هذا فقط إنما أيضا رأينا فيهم الأخلاق والالتزام والحرص على تعلم أمور الدين وحفظ القرآن الكريم".
وختم الشيخ إيهاب خليل، رئيس لجنة الطلاب كلمته بالحث على التعلم وطلب العلم والمثابرة والاهتمام بالتحصيل العلمي لكي يكونوا الطلبة الجامعيين عاملًا أساسيًا في تغيير المجتمع إلى الأفضل والخروج من دوامة العنف وتفشي مظاهر الفساد الأخلاقي والمجتمعي.
يذكر أن لجنة الطلاب الجامعيين ولجنة الزكاة المحلية في الناصرة ومركز ابن كثير لتحفيظ القرآن الكريم، كرمت ثلاث طالبات من المرحلة الابتدائية لإتمامهن حفظ جزء عم كاملًا، كما كرّمت المربي الشيخ الدكتور محمد حمدان؛ إمام مسجد خالد بن الوليد لنيله درجة الدكتوراه في موضوع اللغة العربية- البلاغة في القرآن الكريم من جامعة حيفا ولإصداره كتابا بعنوان "آليات تضخيم المعاني وتفخيمها في القرآن الكريم"، والأستاذ ساهر غزاوي لنيله درجة الماجستير في العلوم السياسية من جامعة حيفا وإصداره كتاب بعنوان (مقاربات إسرائيلية لحظر الحركة الإسلامية).