أزمة الكورونا القت بظلالها الثقيلة على الاسر واستطاعت ان تفك رباطها المقدس، وتشير الاحصائيات والارقام كذلك إلى ارتفاع حالات الطلاق بين الازواج الشابة، الامر الذي دفع بكثير من المختصين والمعالجين الاجتماعيين بالمطالبة بضرورة تأهيل جيل الشباب وتوعيتهم بمعنى الزواج وماهية الحياة الزوجية...
للاستزادة اكثر حول اسباب الطلاق بين الازواج الشابة وتأثير الكورونا على ارتفاع معدلات الطلاق في المجتمع العربي، مراسلة قناة هلا بيداء ابو رحال التقت مع العاملة الاجتماعية تغريد عدوي أبو ذيبة من طرعان والمحامية اميمة عيسى حامد من الناصرة، وعادت لنا بالتقرير التالي..
"الطلاق والعنف الاسري يهددان استقرار وامن الاسرة"
وقالت العاملة الاجتماعية تغريد عدوي أبو ذيبة : "للأسف الشديد نشهد في الفترة الأخيرة ازدياد مقلق وخطير في حالات الطلاق في المجتمع العربي . حسب الاحصائيات يتصدر المجتمع اليهودي المرتبة الأولى في حالات الطلاق، ويليه المجتمع الإسلامي، من ثم الدرزي وبعده المسيحي. موضوع الطلاق والعنف الاسري هم أحد العوامل والدوافع الأساسية الذين يهددون استقرار وامن الاسرة. قضية الطلاق تؤثر بشكل كبير على الأولاد بشكل خاص وعلى المجتمع بشكل عام. اذا كان الحل النهائي والمفضل بعد استنفاذ كل الحلول الأخرى، من المهم تحضير الأولاد لقضية الانفصال والطلاق، فالطلاق لا يخص الزوجين فقط بل والأطفال أيضاً حيث ان الطلاق لا يعني طلاق الاهل من الأولاد، فللأسف نشهد في الفترة الأخيرة حالات عديدة يوجد فيها اغتراب والدي بما معناه ان احد الوالدين يقوم بمنع أولاده عن الطرف الاخر.
"طلاق الأزواج الشابة بسبب قلة الوعي واعدادهم مسبقاً للحياة الزوجية"
من جانبها، قالت المحامية اميمة عيسى حامد: " الطلاق يشمل جميع الشرائع العمرية، الصغار والكبار. للأسف نرى الكثير من الأزواج الكبار في السن، ولديهم أولاد واحفاد يتوجهون الى المحاكم لرفع دعوى طلاق. بالنسبة للأزواج الشابة الذين يقدمون على هذه الخطوة، يكون الامر بسبب قلة التأني والصبر واعدادهم مسبقاً للحياة الزوجية. وينقصنا الكثير من برامج التوعية التي تعنى بإعداد الفئة الشابة للحياة الزوجية".
العاملة الاجتماعية تغريد عدوي أبو ذيبة تتفق مع المحامية اميمة عيسى حامد وتقول: " هنالك ازدياد ملحوظ في حالات الطلاق عند الأزواج الشابة. باعتقادي هؤلاء الأزواج يفتقرون للجهوزية للحياة الزوجية ولبناء اسرة".
" ازدياد في حالات الطلاق خلال فترة الكورونا"
وقالت المحامية اميمة عيسى حامد: "الأزواج الذين تخطوا فترة الكورونا دون حدوث أي انفصال او طلاق بينهم، علاقتهم الزوجية جداً قوية ومتينة ومبنية على أسس صحيحة. وقد لاحظت ان هنالك ازدياد في حالات الطلاق خلال فترة الكورونا بسبب تواجد كلا الطرفين في البيت لوقت طويل بسبب المشاكل اليومية التي كانوا يتغاضون عنها سابقاً بسبب البعد".
وأكدت العاملة الاجتماعية تغريد عدوي أبو ذيبة اقوال المحامية اميمة عيسى حامد، قائلة: "الزائر الغريب والغير مرغوب القى بظلاله الثقيلة على العائلات وعلى الاسر وعلى المجتمع بشكل عام. ازمة الكورونا لم تكن مجرد ازمة طبية او اجتماعية او اقتصادية انما ازمة قد اثرت بشكل سلبي وكبير على الاسر والعلاقات بين الأزواج وأدت الى تفككهم وانفصالهم، فقد أصبحت البيوت أكثر توتراً وضغطاً بسبب التزاحم المكاني، البطالة والعناية المكثفة والمتواصلة من جانب الاهل للأولاد اليت بدورها اثقلت عليهم وأصبح من الصعب التعامل مع كل هذه الضغوطات".
" رسالتي للناس هي بعدم التسرع باتخاذ قرار الطلاق"
وفي ختام حديثها قالت تغريد عدوي أبو ذيبة: "رسالتي للناس هي بعدم التسرع باتخاذ قرار الطلاق كونه موضوع شائك وصعب للغاية ويؤثر على الاسرة والمجتمع والأطفال. يجب عليكم التروي في اتخاذ مثل هذا القرار وان يتم درس الموضوع من كل جوانبه. واطلب منهم قبل ان يلجأوا الى الطلاق ان يجدوا حلولاً أخرى تغنيهم عن هذا الحل. كما انهم يستطيعون ان يتوجهوا الى المراكز التي تعنى بإعطاء استشارات زوجية والتي ستساعدهم على حل مشاكلهم".