هؤلاء الفنانات لا يكتفين برسم اللوحات، بل يرسمن مستقبلهن بإبداع وإصرار، ويُوصلن رسائل للعالم من خلال فنهن. احداهن سلسبيل سليم ، الطالبة الجامعية من عرابة التي تجاوزت حدود العالمية وعرضت فنها في مختلف الدول، ناشرةً رؤيتها الفنية وإحساسها العميق بالألوان.. في هذه المقابلة، نغوص معها في تفاصيل رحلتها الفنية، ونتعرف على رؤيتها حول الفن ، وطموحاتها المستقبلية
"بدأت رحلتي الفنية منذ أن كنت صغيرة"
في حديثها لموقع بانيت وقناة هلا، تقول سلسبيل حول بداياتها في عالم الفن: "بدأت رحلتي الفنية منذ أن كنت صغيرة. كنت أحب الفن، أحب الرسم، وأحب التعبير عن نفسي. منذ الصغر، كنت شغوفة بقص الورق والزخرفة، وكنت أعبّر عن مشاعري الداخلية من خلال الأعمال اليدوية أكثر من الرسم. في مسيرتي الفنية، أكثر سؤال كان يتكرر علي هو: 'كيف تستطيعين التعبير عن مشاعرك بهذه الطريقة؟'. أنا لا أعتقد أنني رسامة بالمعنى التقليدي، بل أستخدم الفنون اليدوية أكثر. مشاعري تؤثر في كل عمل أقدمه، وكل عمل فني هو تعبير عن طاقتي الداخلية."
"واجهت تحديات عديدة"
سلسبيل تتحدث أيضًا عن التحديات التي واجهتها، قائلة: "واجهت تحديات عديدة، ليس في المجال نفسه، بل في قدرة تحمل العمل الفني، حيث كنت أعمل على مشاريع كبيرة تحتاج جهدًا بدنيًا وعقليًا كبيرًا". وحول مشاركتها في معارض خارج البلاد، قالت سلسبيل: " كنت في شرم الشيخ في مصر وفي الأردن، وكان من الرائع أن أرى أسلوبي الفني معلقًا بين لوحات فنانين كبار. شعرت بالفخر لأني كنت أصغر فنانة في المعارض، وكنت فخورة جدًا بأنني وصلت إلى هذه المرحلة في هذا العمر، حيث كنت أعتقد أنني سأصل إليها بعد وقت طويل."
وتستمر سلسبيل في الحديث عن ردود الأفعال التي تلقتها في المعارض الدولية: "كانت ردود الفعل على أعمالي في المعارض الخارجية رائعة. أسلوبي كان جديدًا، كنت الوحيدة التي تستخدم الكولاج والضغط في لوحاتها، وكان الجميع يتساءل 'من أين تأتي هذه الطاقة؟' و'كيف وصلتِ إلى هنا؟'. تعرفت على العديد من الفنانين العالميين المشهورين، وحصلت منهم على طاقة إيجابية ودعم كبير لاستمرار رحلتي الفنية."
" مرسمي مختلف تمامًا عن أي مرسم آخر"
وفيما يخص مرسمها، تقول: "مرسمي مختلف تمامًا عن أي مرسم آخر. كان في البداية غرفة غسيل في المنزل، حيث كنت أخرج الغسالة، وفيما بعد حولتها إلى مرسم خاص بي. كانت غرفة مليئة بالألوان والفرشاة والأدوات الفنية. كنت أعمل في الليل، بعد أن ينام الجميع، وعادة ما كان الإلهام يزورني بعد الساعة الثانية عشرة."
"قررت أن أعبّر عن حزني وغضبي من خلال اللوحات"
سلسبيل تحدثت أيضًا عن مشروعها الذي يحمل طابعًا شخصيًا عميقًا: "عملت على مشروع يخص ذكرى أخي التوأم الذي توفي في حادث سير قبل عام. قررت أن أعبّر عن حزني وغضبي من خلال اللوحات. بعد وفاته بثلاثة أشهر، جمعت صورنا وأحداث حياتنا المشتركة التي امتدت 21 عامًا داخل إطار واحد، وأضفت إليه شهاداته وكلمات أمي التي كتبتها عند ولادتنا، لتكون هذه الأعمال بمثابة تكريم له ولحياتنا المشتركة."